رواد الفضاء الإماراتيون إلى وكالة ناسا في تدريبات متقدمة - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الاثنين، 21 سبتمبر 2020

رواد الفضاء الإماراتيون إلى وكالة ناسا في تدريبات متقدمة

رواد الفضاء الإماراتيون إلى وكالة ناسا في تدريبات مشتركة
رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي



وقع مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" اتفاقية لتدريب رواد الفضاء الإماراتيين في الولايات المتحدة الأمريكية. ضمن توجه دولة الإمارات إلى استكمال الطريق نحو الريادة في مجالات عدة، ومنها وضع بصمة في مجال استكشاف الفضاء.. وهذه الشراكة مع "ناسا" تعكس المكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات في قطاع الفضاء. وتستهدف الاتفاقية إعداد رواد الفضاء الإماراتيين، وإمدادهم بالخبرات والمعارف على أعلى المستويات العالمية.


المستوى الجسدي والنفسي

وتشمل الاتفاقية التي أعلن عنها اليوم تدريب أربعة رواد فضاء إماراتيين، إذ يبدأ رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي البرنامج التدريبي المتقدم في الوقت الحالي. بينما ينضم رائدا الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء إلى برنامج "ناسا لرواد الفضاء للعام 2021" في وقت لاحق، والذي سوف يخضع فيه الرائدان إلى البرامج التدريبية التي يخضع لها رواد "ناسا". وسوف تعدّ مجموعة تدريبات "ناسا" رواد الفضاء الإماراتيين على المستوى الجسدي والنفسي لخوض مهمات استكشاف الفضاء في المستقبل.




التحكم في رحلات الفضاء

من المقرر إجراء التدريبات في مركز جونسون للفضاء التابع لـوكالة "ناسا"، وهو أحد أكبر المراكز المتقدمة في العالم، وبشكل عام يتم فيه التدريب على رحلات الفضاء البشرية والبحوث والتحكم في رحلات الفضاء، وكذلك تدريب الطواقم على أداء المهام في المدار المنخفض، وذلك بواسطة نظام مشروع المحاكاة التماثلية لأبحاث الاستكشاف البشري، وهو مشروع يبحث في كيفية تعامل البعثات مع فترات العزلة القصوى.
ويعدّ مركز جونسون رائداً في استكشاف الإنسان للفضاء لأكثر من نصف قرن، وهو يلعب دوراً محورياً في تعزيز المعرفة التقنية والعلمية، من أجل إفادة البشرية، وقد تأسس المركز عام 1961 في هيوستن، وكان في طليعة برامج رحلات الفضاء البشرية الأمريكية. كما يظهر دور العاملين في المركز بشكل بارز في تعزيز مكانة وكالة "ناسا" للفضاء، من خلال ما يقرب من 10000 شخص، ويعمل هناك فريق من المبدعين القادرين على تخطي حدود ابتكارات الاستكشاف في قطاع الفضاء.



من تدريبات رواد الفضاء


مكانة عالمية

ويشمل برنامج التدريبات وحدات ومكونات تدريبات رواد ناسا للفضاء، لتأهيلهم لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدريب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، والتدريب على جوانب عدة في نطاق العمليات التي تتم على متن محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك التعامل مع أنظمة المحطة والتحكم في الروبوتات، ودورات T-38، ومهارات اللغة الروسية، ودورات أخرى حول المهارات القيادية في محطة الفضاء الدولية.
ويحمل البرنامج التدريبي لوكالة "ناسا" أهمية كبيرة بالنسبة لكافة الدول المنخرطة في هذا المجال. وتثبت المشاركة الإماراتية في هذا التدريب، المكانة العالمية التي وصل إليها قطاع الفضاء في الدولة، حيث استطاعت الإمارات حجز موقع متقدم بين نخبة الدول الرائدة في مجال الفضاء، بتعاون رواد الفضاء الإماراتيين مع أهم الخبراء والمتخصصين على الصعيد العالمي.
وكان هزاع المنصوري وسلطان النيادي قد تلقيا مجموعة تدريبية في مركز "يوري جاجارين" لتدريب رواد الفضاء بمدينة النجوم في موسكو في سبتمبر عام 2018، ضمن مراحل الاستعدادات قبل الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية. والتي خضع فيها رائدا الفضاء الإماراتيان، بجانب رواد فضاء آخرين، إلى تدريبات مكثفة تكللت بالرحلة التاريخية لهزاع المنصوري لمحطة الفضاء الدولية في سبتمبر من العام الماضي، كأول رائد فضاء عربي يزور المحطة.





التعاون الدولي

وقال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء حمد عبيد المنصوري "إن قطاع الفضاء العالمي مبني على التعاون الدولي، وفكرة بناء جسور المعارف بين الدول. ونقوم اليوم بتأصيل هذه الفكرة من خلال الشراكة الاستراتيجية مع وكالة "ناسا"، وهي جهة رائدة في قطاع الفضاء لأكثر من 60 عاماً. ونتطلع إلى تعزيز الشراكات مع تلك الخبرات العالمية التي تحمل أهمية استراتيجية بالغة، ولما تتمتع به وكالة "ناسا" من كم معارف وخبرات وبنية تحتية، فإنها سوف تدعم إمكانات الكوادر الوطنية، وتخدم أهداف قطاع الفضاء الإماراتي".
وتابع المنصوري: "تأتي هذه الاتفاقية كدلالة واضحة على متانة الروابط الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية". وأضاف "يقف قطاع الفضاء الإماراتي اليوم في مرحلة متقدمة من حيث الإمكانات والخبرات التي يجب الاستفادة منها والبناء عليها في المهام الفضائية المستقبلية الأكثر تقدماً، بما ينعكس بالإيجاب على منظومة قطاع الفضاء في الإمارات، وعلى مساعينا الرامية لرفع كفاءة رواد الفضاء الإماراتيين".


تدريبات تحت الماء


برامج حيوية

إلى ذلك، قال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء يوسف حمد الشيباني:
"تجسد هذه الاتفاقية أهداف مركز محمد بن راشد للفضاء في تعزيز برنامج الإمارات لرواد الفضاء، كأحد البرامج الحيوية، نحو ترسيخ مكانة الإمارات كشريك عالمي في رحلات الفضاء المأهولة، والعمل على تطويره من خلال الاستثمار الدائم في مشروعات التدريبات الفضائية المتخصصة، والمشروعات الأخرى المتعلقة بالبحث العلمي وتطوير تقنيات الفضاء. والاتفاقية تأتي كذلك كركيزة أساسية تعد مدخلاً لشراكات استراتيجية مستقبلية، بما يخدم قطاع الفضاء الوطني الإماراتي". وأضاف الشيباني: "تهدف الاتفاقية مع وكالة "ناسا" إلى تعزيز جهوزية رواد الفضاء الإماراتيين، وإعدادهم لخوض مهمات فضائية مستقبلية طويلة المدى، في الوقت الذي تترجم فيه الاتفاقية مساعينا لتأكيد الحضور الإماراتي الفاعل في هذا القطاع على مستوى عالمي".




آفاق جديدة

من ناحية أخرى، قال نائب مدير وكالة ناسا جيمس مورهارد: "تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات بعلاقات متينة فيما يتعلق بالتعاون على الأرض، ونحن متحمسون لتوسيع هذه العلاقات إلى آفاق جديدة. فقد قطعت دولة الإمارات أشواطاً كبيرة في مجال استكشاف الفضاء ضمن مسيرة التنمية في قطاع الفضاء الإماراتي في فترة زمنية وجيزة، تُوجت فيها هذه المسيرة مؤخراً بعملية الإطلاق الناجحة لـ"مسبار الأمل" ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، بكونها أول مهمة عربية إلى كوكب آخر". وأضاف مورهارد: "تتيح اتفاقية تدريب رواد الفضاء الإماراتيين تعميق علاقات التعاون العلمي بين البلدين، الأمر الذي سوف يعمل على خلق فرص جديدة لدولة الإمارات لتصبح شريكاً أساسياً في محطة الفضاء الدولية وبرنامج "أرتيمس"، وغيرها من برامج وأنشطة ناسا."


قفزة نوعية

وفي حديثه قال مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء المهندس سالم المري: "تخدم هذه الاتفاقية الأهداف الاستراتيجية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء المتمثلة في تعزيز مكانة قطاع الفضاء في دولة الإمارات، والمساهمة مع نظرائنا من كافة أنحاء العالم في أبحاث الفضاء. وتشكل هذه الخطوة قفزة نوعية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي يعد بمثابة أحد الأعمدة الرئيسة لتطوير كوادر علمية وتهيئة الأجيال المقبلة من الرواد وفق أعلى المستويات العالمية. ويحقق كذلك تطلعاتهم للمشاركة في الاستكشافات العلمية وتحقيق طموحات الدولة في هذا المجال".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.