رامي محمد |
رامي محمد *
انتشرت بشكل ملحوظ فى الأونة الأخيرة جريمة إنهاء الشخص لحياته، ومن المؤسف أن غالبية من يقدمون على تلك الفعلة الشنيعة هم من الشباب الصغار.
وحينما نقول عن فلان - أو فلانة - إنه أزهق روح نفسه - أي - انتحر - أول من يتبادر إلى ذهن الكثير ما سوف يحدث لذلك البائس، أو البائسة من تكفير وتحقير ووعيد بنار جهنم التي لا تبقي ولا تذر من قبل رجال الدين، يقابلهم عدد ليس بالقليل من أفراد المجتمع من مدّعي الفضيلة ممن نصّبوا أنفسهم حراساً على الجنة والنار.
مشهد بات يحدث كثيراً في مجتمعاتنا التي توصف (بالمتدينة)، يذكرنا بمحاكم التفتيش والجمهور المحيط بالمحكوم عليهم بالإعدام وهم يسبونهم ويشمتون فيهم ويتمنون ذهابهم إلى نار الآخرة.
ولكن لننتظر للحظات، ونعود بالزمن إلى الخلف قليلاً لكي نعرف ما هي الأسباب التي أودت بهؤلاء إلى ذلك المصير المظلم.
تتعدد أسباب إنهاء الشخص لحياته ولعل أبرزها: الاكتئاب، الرسوب في الاختبارات الدراسية، الهروب من جحيم الأسر المفككة، التنمر، الفشل في الزواج ممن اختار الشخص.
وهنا قبل محاسبة هؤلاء أو صب اللعنات عليهم، حاسبوا المسؤولين عنهم، فالمُنتحر ضحية قبل أن يكون جانياً، لأنه قد أنهى حياته، ولن يفيد جلده أو تصفيته نفسياً.
وهنا لابد من توضيح أنني ضد هذا الفعل تماماً ولا أعطي صاحبه صك غفران، ولكني أعطي جرس إنذار يرنّ في اُذن كل أب وكل أم، بل وأضعهم محل المساءلة القانونية إن استطعت.. لأن النسبة الأكبر من المسؤولية تقع على كاهل الكبار.. فكلكم راعٍ وكلكم ستسألون عن رعيتكم.
أين النصيحة والتربية القويمة للأبناء قبل الوقوع في براثن الشيطان؟
أين دور رجال الدين فى التوعية السليمة للأبناء؟
راجعوا أنفسكم وحافظوا على أبنائكم قبل أن يحدث معهم ما لا يحمد عقباه .
أنقذوا أبناءكم.. ثمرة قلوبكم، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم على ما ضاع منكم.
* محاسب، مهتم بالكتابة، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.