الثقافة المصرية تصدر"فنون المنون في الوباء والطاعون" لابن المبرد - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الثلاثاء، 2 مايو 2023

الثقافة المصرية تصدر"فنون المنون في الوباء والطاعون" لابن المبرد

غلاف كتاب فنون المنون في الوباء والطاعون

القاهرة: الجسر

أصدرت أخيراً الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة المصرية، ضمن إصدارات سلسلة التراث الحضاري، كتاب "فنون المنون في الوباء والطاعون"، لـ"جمال الدين يوسف بن أَحمد بن عبدالهادِي المعروف بـ(ابن الـمبرد) الـمتوفى سنة (909هـ / 1503م)، وتحقيق ودراسة الدكتور عثمان علي عطا، والدكتور عيد فتحي عبداللطيف.

وتقول رئيس تحرير سلسلة التراث الحضاري سلوى بكر في تقديمها للكتاب: "كتاب "فنون المنون في الوباء والطاعون" ليوسف بن عبدالهادي، كتب خلال القرن السادس عشر الميلادي وتناوله الكاتب من أكثر من منظور يتعلق بهذا المرض، وفي التحقيق والدراسة المفصلة التي قام بها الباحث الدكتور عثمان علي عطا يستبين كيف كان هذا المرض الوبائي هاجساً ليس عند يوسف بن عبدالهادي فقط، ولكن لدى كم كبير من المؤرخين المسلمين، حيث تعرضوا لآثاره الاقتصادية والاجتماعية عبر فترات تاريخية مختلفة، ويجب الإشارة هنا إلى أن جهد الدكتور عثمان علي عطا في هذا الجانب أثرى كتاب يوسف بن عبد الهادي كثيراً، وقدم إضافة مهمة لهذا الكتاب، وأظن أن هذا الكتاب يأتي في سياق نعيشه الآن وهو يتعلق بوباء كوفيد 19 الذي مازال يعصف بعالمنا المعاصر ويعوق مسيرته".

فيما أوضح محققا الكتاب: "توجد أسباب عديدة لقيامنا بتحقيق المصنف ونشره، دون غيره من الكتب والمؤلفات، منها: سعة علم المصنف واهتمامه بالناحية الطبية بشقيها العلاجي والوقائي، وبعد - على حد علمنا - أنه أول من اهتم وكتب في التغذية العلاجية لمواجهة الأوبئة من غير الأطباء، ولقد ساعده علمه الموسوعي في ذكر آراء الأطباء في بعض المسائل الخاصة بالوباء وانتشاره وكيفية مواجهته، والتي تتفق أو تتعارض مع ما أقرته الشريعة الإسلامية الغراء، وناقشها ورد عليها وخصص لهذا بعض الفصول في مصنفه.

وحاول المؤلف حاول ذكر بعض الإرشادات الطبية والوصفات العلاجية، وذكر بعض الأغذية التي تنفع الإنسان عند تناولها في مواجهة بعض الأوبئة والطواعين، وبعض هذه الإرشادات التي تناولها المؤلف في كتابه، قد أقرها علماء الطب الحديث، وحثوا على ضرورة تنفيذها مثل التباعد الاجتماعي - ولكنه حذر من الإفراط فيه، وأهمية الحالة النفسية والمعنوية للوقاية والعلاج من الوباء، وهو ما ظهر وتبدى الآن في مواجهة كورونا، وأثر الإفراط في التباعد الاجتماعي على الإنسان وأثره في نفسيتهم، وبعضها مازالوا يبحثون عنه؛ ليتحققوا من صحته مثل إشارته إلى (أن الوجع والوباء مرض كسائر الأمراض التي تصيب الناس من الطبائع وغلبة بعض الأمشاج)، ويقصد أن سبب الإصابة بالوباء يرجع إلى فساد في الطبيعة ويرجع أيضاً إلى طبيعة تكوين الجنين في رحم الأم، أي إن هناك عاملاً وراثياً للإصابة أو النجاة من الوباء.

وأيضاً من دواعي اختيارنا لهذا المصنف أنه يعد موسوعة علمية حيث تناول موضوع الوباء من وجوه عديدة منها: الشرعية والطبية والاجتماعية والوعظية والأدبية والتاريخية، وبهذا تميز عن المصنفات التي سبقته والتي تناولت معظمها ناحية واحدة فقط من الموضوعات المتعلقة بموضوع الوباء، كما لم يتعرض أحد قبله للناحية الطبية بهذا التفصيل والتوضيح - على حد علمنا - كما تميز هذا المصنف بظهور شخصية المؤلف حيث كان يذكر بعض الآراء سواء الطبية أو غيرها، أو روايات الأحاديث، أو تفسير بعض الآيات، ثم يعقب عليها بالموافقة أو الترجيح، أو المخالفة، أو التعليل".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.