عمرو عادل: الحب في أرض الشرق

عمرو عادل

عمرو عادل *

كان للشعر الغزلي تراكمات كثيرة وعميقة في تراث التعبير العاطفي لدى العرب، فكان منه ما هو عفيف وغير عفيف ولكنه اتصف بالقوة في رصانة السياق وإجادة التعبير، معبراً بشكل أو بآخر عن طبيعة العاطفة بين الجنسين في كل حقبة وما يطرأ عليها من تغيرات تلازمها وتؤثر على سلوك أفرادها.

ثم وصلنا لما وصلنا إليه من حداثة لتؤثر بدورها على مشاعر الأفراد وتضفي عليها بعض المتغيرات. وظهر من الأغاني الوسيلة الأكثر تطوراً وانتشاراً من الشعر منفرداً لتمس أصحاب العاطفي وتباين اختيار الكلمات والألحان والصوت.

وأصبحت الأغاني ليس مجرد أعمال فنية بل تمثل عمق إنساني يعبر عن عواطف فئة معينة تميل لهذا المطرب/ة، وهذا التباين جعل لكل فئة من الشباب من يعتبرونه معبراً عن مكنون أنفسهم.

مشكلة العواطف في الشرق أنه يتأثر بالمادة، هكذا المرأة في كل مكان وزمان على ما أظن ولكن وقع المادية كمثال للأمان لدى الفتاة الشرقية أشد. لذلك تعاني عاطفة الحب في الشرق من النهاية المأساوية لمثل تلك العلاقات وهي الفراق للا شيء.

تحتذر الفتاة من قطار العمر وسن الزوج والغيرة من الأخريات السابقات بالزواج، والشاب يعاني وطأة فساد الشرق ومعاناة الظروف، فكل شيء ضده ولا يملك لها شيء غير الحب، وهذا لا يكفي بالنسبة للفتاة الشرقية.

لا يكفي على الأقل في تلك الحقبة، فبعد الأمان تشعر بالحاجة للعاطفة المجردة التي صاحبت عاطفتها الأولى، فالفراق في الشرق تختاره الفتاة ويفرض على الشاب لذلك تميل الفتاة لما كان وينزعج الشاب مما كان.

وعلى قدر مصيبة الفراق تتنوع الأغاني فكما يغني الفنان المصري عمرو دياب أغنيته الحزينة - أهي ذكريات - والتي تتسم بالحزن الخفيف، حزن رجل ثابت والفراق عائق سيمر.. كمن فقد قطته.

يظهر من الناحية الأخرى الفنان كاظم الساهر باغانية الأكثر حزناً وتقديراً لحجم تلك الكارثة كما يتصورها صاحب/تها، فأغنية أنا وليلى تلك العاصفة التي تمس كافة قلوب الشرقيين، ففيها أن الفتاه لم تفارقه بل قتلته.

ليلى التي عصفت بقلب حسن المرواني ليعصف بكيان كل شباب الشرق من أمثاله، ويعبر فاروق جويدة في أغنية أنا وليلى تعبير لا يقل أثراً كالمرواني ويشدو كاظم الساهر ليتفوق على عمرو دياب في المساس بأصحاب التجارب المتأزمة.

* ماجستير قانون، مصر