محمد عوض الجشي: سكرتير.. أمين سر.. مدير مكتب - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الخميس، 4 مايو 2023

محمد عوض الجشي: سكرتير.. أمين سر.. مدير مكتب


محمد عوض الجشي

محمد عوض الجشي

أمين السر (السكرتير، السكرتيرة) يلعب دوراً فعالاً مهماً في أية دائرة تتبلور فيها الأعمال على اختلافها وتنوعها، إذ لا يزال ويبقى له اليد الطولى والتأثير الفعال والريادة بكل معانيها وكينونتها، ينجز العمل ويمهره بما حباه الله من نظرة شمولية وإدارة حكيمة وتطلع إلى أفضل الأعمال التي اؤتمن عليها كونه الأمين المخلص الوفي للمؤسسة، المصنع، الورشة والشركة إلخ.. التي يعمل وينتمي إليها.

وكما صنفته الإدارات المتأخرة وإلى هذه الآونة.. يعد اليد اليمنى للمدير، والتي تعني أن الإدارة برمتها وجل أعمالها تنضوي داخل سترته نظراً لما اختزنت جعبته من خبرات متراكمة وما جبلت عليه روحه العملية والعلمية من تغييرات وتطورات في مناخات العمل، حتى وإن جاءت التغييرات إقصاء دورياً اجبارياً يراه السكرتير أو تمرر عبر مكتبه بحيث يكون على تماس ثنائي على الدوام خاصة إذا ما أنيطت إليه الأعمال التغييرية، وأن يكون ملماً بها وما تشتمله على قرارات فورية أو في وقت ما، وذلك طبقاً للمستجدات والأوامر الانضباطية التي لا بد أن يكون أول من يطلع عليها وينفذها ويبرزها على الملأ ـ من موظفين وعمال وإدارات وأقسام.

نعم.. إن تقدم العلوم وبروز العولمة والتكنولوجيا التي ضربت أطنابها في جميع دور المكاتب والشركات والمؤسسات، حتى طالت البقالات والأكشاك وغيرها من دور اقتصاد محدودة السقف صغيرة المنشأة ذات رأس مال محدود، قد مهدت إلى وسائل التغيير المفاجئ بما يفي مصلحة الإدارة ومصلحة العمل. إذ من المؤسف حقاً أن نرى بعض الإدارات العليا، والتي بيدها المرجع الأساسي لكثير من المفاهيم والمسميات الوظيفية نظراً لما لديها من خبرات متفرعة على كافة الأصعدة، يرى أنها تتجاوز عن التعديلات في مسارات وظيفية عديدة، وأهمها (السكرتير ا لسكرتيرة) أي أمين السر كما ذكر سابقاً.. وإذ بتلك المسميات تشطح بعيداً إلى الأفق المرتفع دون خبرة متمرسة أو هيئة تنم عن هذا التحول في تسمية وظيفية من سكرتير إلى مدير مكتب المدير العام.. وكأن وظيفة السكرتير أضحت من مُسلمات الدرجات التي لا يعول عليها للقيام بالأعمال الجادة المثمرة.

تلك معضلة لا تصب في مصلحة الإدارة.. ولا تخدم مصلحة الإدارة العليا.. في شتى محاورها وتطلعاتها، إذ إن خبرة المدير في أية أعمال تناط إليه لها شروط وأحكام وتوصيف لحركة الأعمال التي تكون تحت مظلته وتحت إشرافه. ليس من المنطق العملي أن يتغير مسمى السكرتير، السكرتيرة بين ليلة وضحاها مع قيامه بعمله بجد ونشاط وكفاءة ينتقل ليحل في وظيفة مدير مكتب .هذا مما ينتج عنه تذبذب في الطرح وعدم جدية المحتوى مع أن فيه انكماشاً جلياً في الإنجازات، وتسيير دفة العمل.. إذاً على الإدارة التي بيدها السلطة أن تتفحص في عيون يقظة لتوائم التغييرات التي تحدث في الإدارات والأقسام، وأن تظل على عِلم ويقين في تجليات الإنصاف كي تبدو الحقيقة جادة في الطرح قوية الإيحاء، فاعلية الجذب.. بحيث ترفع من مقام العمل الوظيفي في حَسن كفاءة ودراية شمولية في كل كبيرة وصغيرة.. إنها ثمرة الإدارات الحديثة التي يكتب لها الفلاح والنجاح على الدوام.. وتسليم راية الإنجازات خلفاً بعد خلف.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.