عبدالعليم مبارك: العلاقات السامة.. اهجرها - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الاثنين، 12 يونيو 2023

عبدالعليم مبارك: العلاقات السامة.. اهجرها



عبدالعليم مبارك *

إن طبيعتنا البشرية تفرض علينا أن نكون اجتماعيين، فالإنسان ابن بيئته كما يقول المثل، ومن ثمَّ فتكوُّن العلاقات الاجتماعية كعلاقات الأقارب، الصداقة، المصاهرة، علاقات العمل.. وغيرها يكون نتيجة حتمية لهذه الطبيعة، ولابد أن هذه العلاقات لا تكون دائماً سمن على عسل، فقد تشوبُها خِلافات واختلافات تُترجمها حالات من الغيرة، الحسد، والكره، قد نتفطن لهذه المشاعر السِّلبية السَّامة إذا كانت ظاهرة للعلن، وقد لا ننتبه لها أصلاً لأن أصحابها بارعون في النفاق، أو لأنَّنا مِمَّن يُحسنون الظَّن في الآخرين ويثقون أشد الثقة فيهم. 

علاقات تنجح في كسب صداقتك أو زمالتك، وفي الوقت نفسه لا تتوانى في توجيه سِهام النَّقد نحوك كلما كانت الفرصة سانحة، بأسلوبها البريء الذي لا يَخلو من الخُبثِ المبطَّن، مثل هذه الشخصيات لا تنتظر منها أن تعترف بأخطائها أو أن تأتي لتعتذر منك طالبة الصفح لو أخطأت في حقك، بل ستجد نفسك في موقف المدافع دائماً، نتيجة اللَّوم والعتاب الزائد عن الحدِّ، لن تنجح في اقناعها مهما حاولت لأنها ببساطة لا ترى رأياً غير رَأيِها سَدادةً، بل ستُفتش عن أخطائك هنا وهناك، ستتصيد عثراتك لعلّها تجد ما يشفي غَليلَها ويُرضي غرورها، لتُحس أنها تفوَّقت عليك أخيراً.

من أمثلة هذه العلاقات، ما ينتشر في بيئات العمل، أين تكثر المكائد والدسائس لأجل مناصب زائلة ووظائف دنيوية، فتجدون يشوهون سمعة زملائهم دون وجه حق ويبخسونهم أشياءهم دون أدنى إحساس بتأنيب الضمير أو بالعتاب واللَّوم الداخلي، بل إن هناك حتى من يتسبب في قطع رزق زميله في العمل لا لشيء سوى أنه أحسن منه كفاءة وأداء، أتذكَّر مثلاً يقول لو دام هذا المنصب للِّي كانوا قبلك ما وصل إليك.

إن نجاح الآخرين وتفوقهم لن يأخذ من نجاحك وتفوقك شيء، سعادتهم لن تنقص من سعادتك، ومالهم أيضاً لن ينقص مالك، ببساطة ما عندهم لن يسلبك شيء، ذلك أن لكل منا رزقاً معلوماً وقدراً محتوماً، لذلك راع شعور النَّاس كما تحب أن يُراع شعورك، عامل الناس كما تحب أن تُعامل.

* رسالة
اُهجر من يعكر صفو حياتك ولا تبالِ، اُهجر ففي الهجر ما يداوي النفس ويشفي الجراح ويُغني عن الناس.

* كاتب مصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.