عبدالقادر رالة: نص أدبي: تهمة - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الخميس، 15 يونيو 2023

عبدالقادر رالة: نص أدبي: تهمة


عبدالقادر رالة *

كنا نلعب وسط أشجار اللوز غير بعيد عن البيت، وأثناء الركض شجّ ابن عمي عبدالغني رأسي بصخرة، ولم يكن متعمداً، لكن الدم سال بكثرة على جبيني من الجهة اليمنى... الدم الأحمر! أخافني سيلان الدم، فصرختُ بأعلى صوتي باكياً متألماً، أما عبدالغني فقد أرعبه عقاب والده، فهو يعرفه جيدا...ً

همس في أذني مترجياً، متوسلاَ، ممنياً بالبسكويت والشكولاطة...

قال:  أرجوك! أنت تعرف عمك! أرجوك... قل ضربني ابن جارنا سليمان!...

غسل عمي جبهتي، ثم سألني من اعتدى علي، فأخبرته...

فتح الباب غاضباً وأسرع الخطوات نحو بيت جاره سليمان، ودق على الباب دقاً قوياً، متسارعاً، متتابعاً...

خرج سليمان مرعوباً، فصرخ عمي في وجهه: انظر! انظر! تربيتك... انظر... ماذا فعلت تربيتك!

شعر سليمان بالخجل وحلف بأنه سيعاقب من ضرب ابن أخيه وجاره عقاباً شديداً...

لكنه طلب أن يسألني مَن مِن أبنائه المتهم بالاعتداء.

ناداني عمي بأعلى صوته فجريتُ نحوهما...

ــ هل هو عمر؟ وهو يكبرني بسنتين.

ــ لا ..لا...

ــ هل هو علال؟ و نادى ابنه علال...

ـــ لا.. لا...

ـــ هل هو محمود؟ ونادى محمود...

ـــ لا.. لا..

ــ عبدالحميد؟

ــ لا.. لا..

ــ عبدالحميد أكبر أولادي.. وأعقلهم.. وآخرهم!

احترت ماذا أقول وجذبني عمي بقوة، وهو يتمتم شاتماً منتقدا الجيران الذين لا يستطيعون تربية أولادهم والتحكم في نزواتهم العدوانية!.....

* كاتب وقاص جزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.