حنا مينة والذكرى الخامسة للرحيل - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الأربعاء، 23 أغسطس 2023

حنا مينة والذكرى الخامسة للرحيل


ديما سلمان

قال الروائي السوري العربي الراحل حنا مينة:
(تعلمت في سن مبكرة أن أكتب عن الناس للناس..
أن أكتب عن بعضهم لكلهم...
لأنه محالٌ أن يقوى كاتب مهما كانت طاقته ومهما امتدّ به العمر أن يكتب عن الناس كلهم...
ولأن الإنسان لا يستطيع أن يكون إلا ذاته ولأن إبداعه في ذاته المبدعة، فإن زهرة نارية ينبغي أن تتفتح كل يوم، زهرة لا يلوي بها عاصف الريح ولا تيبسها نفثة إبليس... من المستحيل أن تموت كورقةٍ خضراء قطعت من غضنها كلمة الفنان، لأن من تراكمها كنز الثقافة الذي تصير إليه كل الكنوز وكل الثروات إلى نقصان إلاه وحده فهو في زيادة دائمة، نداء الفنان لا يضيع أبداً يبقى برغم عاديات الزمن والمنع والمصادرة داوياً).

نعم كتب للإنسان، ومن مياه البحر الأزرق الكبير استمد كلماته، التي ظلت تغوص في بحر الإنسانية الأكبر. هو الأديب الروائي الكبير حنا مينة؛ ولد في اللاذقية عام 1924، عمل خبيراً في التأليف والترجمة في وزارة الثقافة السورية في دمشق، كما كان عضواً في اتحاد الكتاب العرب.. كتب أجمل الروايات الإنسانية والأعمال الأدبية التي تتحدث عن الكفاح الإنساني والفرح المنبثق من جوهر العطاء ومتعة التعب والكفاح، اتسمت مسيرته الأدبية بالزهد في كل شيء، بل كان راهباً في محراب الكتابة والنضال ضد الظلم والجشع والاستغلال والجهل والاستعمار بكل أشكاله. لم تكن الشهرة يوماً هدفاً له، اتسمت كتاباته بالواقعية الشديدة والرمزية، معظم أبطال رواياته من الفلاحين والصيّادين يروي معاناتهم ويغوص في أعماق مشاعرهم الإنسانية ليسكبها أفكاراً مبدعة تحارب الجهل عدوَّ المعرفة وعدوَّ الإنسان الأول.

يعد مينة البحرَ ملهماً له فيقول (إنّ البحر كان دائماً مصدر إلهامي، حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه وجهه الساخر، لحمي سمك البحر، دمي ماؤه المالح، صراعي مع القروش كان صراع حياة).

وعبر أكثر من نصف قرن من الزمن، قدّم ما يقارب من أربعين رواية، كما قدّم ما يزيد عن عشر دراسات في قضايا الأدب والرواية التي تنبأ بأنها ستشغل المكانة الكبيرة لدى العرب وستصبح ديوانهم.
من أهم مؤلفاته - وبعضها تحو
ل إلى أعمال تلفزيونية: (المصابيح الزرق، الشمس في يوم غائم، نهاية رجل شجاع ، الشراع والعاصفة ، أشياء من ذكريات طفولتي).
في 21 آب/أغسطس عام 1918 رحل شيخ الرواية السورية حنا مينة عن أربعة وتسعين عاماً، بعد مسيرة حافلة بالإبداع الأدبي والإنساني والأعمال الادبية الخالدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.