رامي محمد *
بمجرد أنكم قد قمتم بالضغط على زر الماوس ودخلتم إلى هذا المقال، فذلك دليل على استيقاظ ضمائركم، وخشيتكم من أن تكونوا ممن تلتصق بهم تلك الصفة، وهذه ميزة لا تتوافر في الكثير من البشر.
لكن دعوني لا أطيل المقدمة عليكم، لنذهب معاً لنضع تعريفاً لمصطلح "الأنانية"، والأنانية هى حب الذات بشكل مبالغ فيه، وتفضيله على الآخرين، والأشخاص الذين يتصفون بالأنانية يكونون مكروهين اجتماعياً، لا يستطيعون التأقلم مع أجواء الصداقة، أو العلاقات العاطفية، لأن العلاقات الإنسانية بشكل عام تحتاج إلى العطاء المتبادل، وحتى في الدين الإسلامي نجد لفظ "الإيثار" وهو تفضيل الغير على النفس في المعاملات، مما يخلق محبة في القلوب، ونقاء في النفوس، وعلاقات إنسانية صحية، وكل هذا تحت عنوان "حب لأخيك ما تحب لنفسك".
وما أكثر العلاقات الفاشلة تحت مسمى "الأنانية"، وإذا تحدثت عن العلاقات العاطفية على سبيل المثال سوف نجد أمثلة جمة على مشكلات حب النفس الزائد عن الحد، فالفتاة المقبلة على الزواج ترغب في تلبية كل طلباتها مادياً وعاطفياً، دون أن تعطي المقابل لذلك، مما يجعل الارتباط بها من الموبقات، أما الشاب الأناني فيريد أن تسير الفتاة كما يحلو له، وترتدي ما يناسب تفكيره، وفي المقابل لا يريد الالتزام بكلمة، أو بوعد، ومن ثم تبتعد عنه غالبية الفتيات.
أما على مستوى الأسرة فهو أمر يصعب استيعابه، فقد نجد الأب عاشقاً لرغباته واحتياجاته، ومن ثم يبدأ في الإنفاق ببذخ على نفسه تاركاً الأبناء والأم في حسرة من أمرهم، أما الأم التى تتصف بالأنانية فهي أم لا تعرف التضحية ولا معنى الأمومة من الأساس، فتحرم الأب والأبناء من حنانها، واهتمامها.
مما سبق نتعلم أن الأنانية صفة مدمرة للعلاقات فاجتنبوها.
* كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.