رامي محمد: أنا آسف - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الأربعاء، 30 أغسطس 2023

رامي محمد: أنا آسف

 


رامي محمد *

كلمة بسيطة تقال عندما نشعر أننا أخطأنا في حق الغير، وبرغم بساطة الكلمة إلا أنها قد تُطفئ لهيب الكثير من المشاحنات اليومية بين الناس، ولكنها ثقيلة مثل الجبال على الكثير من الألسنة، ولا أعرف ما السبب الحقيقي لذلك، هل هو نوع من أنواع التعالي وحب الذات؟ أم مشكلة ما في النشأة والتي تعود إلى طريقة التربية الخاطئة، وزيادة نزعة الكبرياء لدى الأطفال منذ الصغر، وعدم الاعتراف بالخطأ مهما كانت فداحته؟

أما على الجانب الآخر فإننا نجد أشخاصاً أدمنوا الاعتذار، فتكون كلمة الأسف ملازمة لألسنتهم، ولكن أولئك الأشخاص لا يجب أن نثق بهم أو نأخذ كلمة الاعتذار منهم على محمل الجد، فهؤلاء نستطيع أن نطلق عليهم مصطلح "تجار الأعذار"، وذلك بسبب زيادة استخدامها بشكل مفرط من قبلهم مما يدل على إصرارهم على ارتكاب الأخطاء، وجعل الكلمة كستار يختبئون خلفه خوفاً من المساءلة، فكثرة الاعتذارات تقلل من القيمة الاجتماعية لها كمعالج فعال فى الكثير من المواقف عند ارتكاب الاخطاء، فلن يشعر المريض بالشفاء إذا زادت جرعات الدواء، إنما بجرعات مناسبة سوف يستعيد العافية، وما زاد عن الحد من الطبيعي أن ينقلب للضد.

وفي النهاية نريد ترسيخ قيم الاعتذار والتواضع في مجتمعاتنا، ولنبدأ بتعليم الأبناء أن كلمة "أنا آسف" ليست عيباً، وإذا أخطأتم فعليكم المبادرة بالاعتذار، وعدم التردد في الاعتراف بالخطأ ثم تصويبه، وكذا بين الأزواج والأصدقاء والأقارب وعلى مستوى كل العلاقات الإنسانية، ولنبدأ في فتح صفحة جديدة مع الجميع، ولنُغذي داخلنا ثقافة الاعتذار والتسامح، والعفو عن الناس. وأنت بعد أن قرأت تلك المقالة هل بدأت في تغيير قناعاتك عن مفهوم الاعتذار؟

* كاتب مصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.