علي الوردي |
نشرت الكاتبة السعودية حصة محمد آل الشيخ عدداً من المنشورات على حسابها في منصة (x) - تويتر سابقاً - @hessahR2030 تحدثت فيها عن بعض أفكار عالم الاجتماع والباحث العراقي الراحل علي الوردي (1913- 1995 م) ، قالت فيها:
يرى عالم الاجتماع والتاريخ الوردي أن تجوّل الباحث في الزمان لايقل نفعاً عن تجوله في المكان، كلاهما يمده بالمعلومات الضرورية لفهم المجتمع البشري وطبيعة الإنسان الزمان، التاريخ، والمكان، المجتمع.. نظرته هذه سبق بها علماء اجتماع أمريكيين كانوا إذا أرادوا دراسة مجتمع اكتفوا بدراسة حاضره دون ماضيه.
يؤمن الوردي أن عقل الإنسان لا يختلف من حيث طبيعته من عقل إنسان لآخر، لكن الظروف التي ينشأ فيها العقل هي التي تجعله يفكر على هذا النمط أو ذاك..
ويفصل ذلك: بأن العقل البشري يخضع في تفكيره للقوالب التي تصبها البيئة الاجتماعية فيه.. فلو إنساناً نشأ في بيئة مليئة بالخرافات، وظل يعيش فيها لايعرف غيرها، لرأيناه يعتقد اعتقاداً جازماً بأن تلك الخرافات حقائق واضحة، وهو يعجب حين يجدنا لا نوافقه على معتقداته، وقد يحقد علينا ويضمر لنا الشر.
يؤكد الوردي على أن هناك فروقاً كبيرة بين أحداث الماضي والحاضر لكنها فروق ظاهرية، أما الجوهر فهو واحد لا يتغير، ( أقصد به هذا الحيوان العاقل الذي يدعى "الإنسان").
ويسعى الوردي للتوضيح أكثر بقوله: (إن الإنسان قد تغير كثيراً في عاداته وأزيائه، وفِي قيمه ومعتقداته، حسب تغير الزمان والمكان، إنما في أساس طبيعته لم يتغير؛ فبقي هو هو ذلك الحيوان المتعصب الذي عرفناه منذ قديم الزمان، وأرجح الظن أنه سيبقى كذلك إلى ماشاء الله).
يشير الوردي إلى أن الفلاسفة اتفقوا على أن أهم فرق بين الإنسان والحيوان هو العقل، واختلفوا في كنه هذا العقل وفِي تحديد مجاله.
لقد كان الفلاسفة يعتقدون أن العقل البشري قادر على أن يدرك الحقيقة كاملة إذا تخلص من التعصب والأنانية والعاطفة وغيرها من معوقات التفكير الصحيح ويستنكر ذلك قائلاُ: كانوا يتصورون أن التخلص من هذا المعوقات أمر يسير وفِي مقدور أي إنسان أن يفعله متى أراد.
ثم يواجه الفلاسفة بحقيقتهم أنفسهم حيث الخلاف المستمد من معوقات التفكير الصحيح يقعون فيه ولا يستطيعون التخلص منه ويذكر بأن الدراسات العلمية تثبت أن العقل البشري متحيز ومحدود بطبيعته، وأن معوقات التفكير الصحيح كالتعصب والأنانية والعاطفة ليست طارئة عليه بل هي دوافع أصيلة فيه.
ثم يطلق الحكم: إن الإنسان قادر على أن يكون منصفاً وموضوعياً في حكمه على أمر من الأمور إذا كان خارجاً عن نطاق تعصبه الاجتماعي أومصلحته الخاصة أوعاطفته، وما إن يدخل الأمرفي نطاق هذه الدوافع حتى نجد الإنصاف والموضوعية بدآ يختفيان من ذهنه.. عندها يصبح الإنسان كغيره من الناس ظالماً وهو يظن أنه عادل.
ويضرب المثل على صواب حكمه قائلاً: تمكن الإنسان من الصعود إلى القمر، لكنه في الوقت نفسه ظل كما كان أسلافه منذ آلاف السنين يشن الحروب ويقترف الفظائع ويمارس التمييز العنصري والطائفي.. فهو قد تقدم تقدماً عظيماً من ناحية، إنما هو من الناحية الأخرى (يقصد التطور الأخلاقي) ظل يراوح مكانه.
يقر بعدها بالفاجعة: بأنه بعد الحرب العالمية الثانية رأينا بعض المتحضرين لا يقلون همجية عن البدائيين؛ بل وتفوقوا عليهم في بعض الوجوه.. فإن ما فعلوه في معسكرات الاعتقال وغرف الغاز والمذابح الجماعية ما يمكن أن يستنكره أي من الإرهابيين البدائيين..
ويفصل ذلك: بأن العقل البشري يخضع في تفكيره للقوالب التي تصبها البيئة الاجتماعية فيه.. فلو إنساناً نشأ في بيئة مليئة بالخرافات، وظل يعيش فيها لايعرف غيرها، لرأيناه يعتقد اعتقاداً جازماً بأن تلك الخرافات حقائق واضحة، وهو يعجب حين يجدنا لا نوافقه على معتقداته، وقد يحقد علينا ويضمر لنا الشر.
يؤكد الوردي على أن هناك فروقاً كبيرة بين أحداث الماضي والحاضر لكنها فروق ظاهرية، أما الجوهر فهو واحد لا يتغير، ( أقصد به هذا الحيوان العاقل الذي يدعى "الإنسان").
ويسعى الوردي للتوضيح أكثر بقوله: (إن الإنسان قد تغير كثيراً في عاداته وأزيائه، وفِي قيمه ومعتقداته، حسب تغير الزمان والمكان، إنما في أساس طبيعته لم يتغير؛ فبقي هو هو ذلك الحيوان المتعصب الذي عرفناه منذ قديم الزمان، وأرجح الظن أنه سيبقى كذلك إلى ماشاء الله).
يشير الوردي إلى أن الفلاسفة اتفقوا على أن أهم فرق بين الإنسان والحيوان هو العقل، واختلفوا في كنه هذا العقل وفِي تحديد مجاله.
لقد كان الفلاسفة يعتقدون أن العقل البشري قادر على أن يدرك الحقيقة كاملة إذا تخلص من التعصب والأنانية والعاطفة وغيرها من معوقات التفكير الصحيح ويستنكر ذلك قائلاُ: كانوا يتصورون أن التخلص من هذا المعوقات أمر يسير وفِي مقدور أي إنسان أن يفعله متى أراد.
ثم يواجه الفلاسفة بحقيقتهم أنفسهم حيث الخلاف المستمد من معوقات التفكير الصحيح يقعون فيه ولا يستطيعون التخلص منه ويذكر بأن الدراسات العلمية تثبت أن العقل البشري متحيز ومحدود بطبيعته، وأن معوقات التفكير الصحيح كالتعصب والأنانية والعاطفة ليست طارئة عليه بل هي دوافع أصيلة فيه.
ثم يطلق الحكم: إن الإنسان قادر على أن يكون منصفاً وموضوعياً في حكمه على أمر من الأمور إذا كان خارجاً عن نطاق تعصبه الاجتماعي أومصلحته الخاصة أوعاطفته، وما إن يدخل الأمرفي نطاق هذه الدوافع حتى نجد الإنصاف والموضوعية بدآ يختفيان من ذهنه.. عندها يصبح الإنسان كغيره من الناس ظالماً وهو يظن أنه عادل.
ويضرب المثل على صواب حكمه قائلاً: تمكن الإنسان من الصعود إلى القمر، لكنه في الوقت نفسه ظل كما كان أسلافه منذ آلاف السنين يشن الحروب ويقترف الفظائع ويمارس التمييز العنصري والطائفي.. فهو قد تقدم تقدماً عظيماً من ناحية، إنما هو من الناحية الأخرى (يقصد التطور الأخلاقي) ظل يراوح مكانه.
يقر بعدها بالفاجعة: بأنه بعد الحرب العالمية الثانية رأينا بعض المتحضرين لا يقلون همجية عن البدائيين؛ بل وتفوقوا عليهم في بعض الوجوه.. فإن ما فعلوه في معسكرات الاعتقال وغرف الغاز والمذابح الجماعية ما يمكن أن يستنكره أي من الإرهابيين البدائيين..
وقد صدق في استنتاجه الذي لاينكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.