صدر أخيراً الكتاب الإلكتروني: صرخة ـ قصص قصيرة جداً، للدكتور حسين جداونه.
وهي المجموعة القصصية التاسعة ضمن مشروع المؤلف الإبداعي في السرد الوجيز، القصة القصيرة جداً. يضم الكتاب مئة نص ويقع في أربع وسبعين صفحة من القطع المتوسط، الطبعة الإلكترونية الأولى 2023.
تتناول المجموعة بعض القضايا الأساسية والجوهرية المتعلقة بالذات الإنسانية، في مختلف حالاتها، كونها جزءاً من مجتمعها تؤثر وتتأثر به إيجاباً وسلباً.
لعل الثيمة المهيمنة على نصوص هذه المجموعة هي الصرخة، فثمة أشكال متعددة لها، منها المسموعة التي تصمّ الآذان، ومنها المكتومة التي تنحبس في الصدور، لكنها موجودة في جميع النصوص، فخلف كل قصة صرخة ما، تعبر عن ألم أو ظلم، أو قهر، أو تنذر وتحذر. وكل ذلك بأسلوب لا يخلو من مسحة سخرية مريرة.
تتجاذب القصة القصيرة جداً تيارات متباينة في توجهاتها من حيث الرؤية والأداة. وكلها يجمع على أركانها وشروطها وعناصرها بصورة عامة، غير إن الإشكال والتجاذب يقع في التطبيق، فما يراه بعض الكتاب والنقاد والمنظرين قصة قصيرة جداً مكتملة الأركان والشروط، نجد آخرين يخرجونه من دائرة هذا النوع أو الجنس القصصي، معتمدين على المعايير نفسها التي اعتمدها الآخرون. ويبدو أن الإشكالية الأهم تقع في ركن (الحكاية)، أيقصّ النص حكاية ما؟ أم أنّ الأمر متروك للمتلقي؟
يرى الكاتب أنّ القصة القصيرة جداً تتسع لكلا النهجين. فلها أن تقص حكاية على ألا تنحرف إلى القصة القصيرة، ولها أن تلمّح للحكاية من بعيد على ألا تنحرف إلى الإلغاز، وفي جميع الأحوال لا بدّ من حكاية قبل القص، مهما كان شكل هذا القصّ.
في هذه المجموعة القصصية يتكئ الكاتب في نصوصه على بعض الأمثال والحكم: القديمة والمعاصرة، لكنه يقدمها وفق رؤيته الخاصة، فيقرأها من زاوية مختلفة، واقفاً منها موقفاً مضاداً لمفهومها، أو كاشفاً عن بعد آخر فيها. وفي كل ذلك يبدو للكاتب أن الحكاية حاضرة في النصوص، حضوراً تلميحيّاً، سواء من خلال العتبة (العنوان) أو المتن برموزه.
رأى الكاتب أن ينشر هذه المجموعة من القصص القصيرة جداً تحت عنوانات فرعية؛ إذ إنه جمع كل عشرة نصوص تحت عنوان جامع، فإذا كان عنوان المجموعة القصصية العام (صرخة) يشير إلى الدلالة العامة المهيمنة على النصوص كافة، فإنّ العنوانات الداخليّة للعشريات يشير إلى الثيمة الأدق لكل منها.
الدكتور حسين الجداونه: كاتب وباحث من الأردن. له كتب متخصصة في النقد الأدبي، هي: التوسع في الموروث البلاغي والنقدي، ودراسات في النقد الأدبي، وفي النقد الأدبي القديم، وحركة النقد الأدبي حتى أواخر القرن الثالث الهجري، وجدلية الإبداع والتلقي، وجدلية التضاد في الموروث البلاغي والنقدي.
وفي السرد الوجيز له العديد من القصص القصيرة جداً، منها مجموعة " عيون أمي" (ط1، ط2)، ومجموعة "علقمة"، ومجموعة "أقنعة"، ومجموعة "دروب"، ومجموعة "أجهش للبكاء"، ومجموعة "الأوغاد"، ومجموعة "حلم"، ومجموعة "مشروع خيانة"، بالإضافة إلى مجموعة "صرخة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.