رامي محمد *
في العام 1996 صدر كتاب بعنوان "صدام الحضارات.. إعادة صنع النظام العالمي" للسياسي الأمريكي "صامويل هينتنجتون" يتحدث فيه عن النزاعات التى ستحدث بين الحضارات في الفترة ما بعد الحرب الباردة في ثمانينيات القرن الماضي (الاتحاد السوفييتي – الولايات المتحدة الأمريكية)، مثل الحضارة الغربية، والحضارة الإسلامية، والهندية.. إلخ، ومن ثم حدوث تغيير في النظام العالمي الجديد. والحضارة بشكل عام هي إسهامات بشرية ثقافية وعلمية تضاف لتاريخ الأمم، وتساعد من يأتي بعدها في استكمال مسيرة النمو والازدهار، ولدينا نماذج عظيمة لحضارات قديمة مثل الحضارة الفرعونية والسومارية والإغريقية...الخ، لكن أغلب تلك الحضارات قد اندثرت، ولم يتبق منها سوى بعض الآثار التي تُثبت وجودها، وذلك بسبب أن أحفاد تلك الحضارات قد فرطّوا في مكاسبها فأصبحت ماضياً يذُكره التاريخ، وهذا ما حدث لحضارات كانت عريقة مثل الحضارة الفرعونية، والتي تحولت إلى شواهد قبور ملكية وأهرامات ومسلات، داخل مصر وخارجها، ولم يستفد الشعب المصري مما حققه الأجداد، مثلها مثل الحضارة الإسلامية وماضيها المزدهر في بلاد الإسبان حينما كانت تُسمى بالأندلس، وحالياً تحول المسلمون في الكثير من الدول الإسلامية إلى طالبي لجوء أو مجموعات داخل قوارب هجرات غير شرعية للبلاد التي كان أجدادهم يحكموها...
فأي صراع يتحدث عنه "صامويل"! الصراع الآن يكون بين الحضارات المستمرة والقوية مثل حضارة الغرب، أما في الشرق فلن تجد أي حضارة، اللهم إلا محاولات تستحق التقدير لبعض دول الخليج، والتى استوعبت الدرس وبدأت في تصويب الأخطاء، والانخراط في تنمية عقول مواطنيها، وإنشاء مشروعات تنافس الدول الاقتصادية العظمى، لكي تلحق بركبها، ومعها بعض الدول الإسلامية التي حققت معدلات نمو ملحوظ أمثال (تركيا – ماليزيا). أما غالبية الدول الأخرى فهم تابعون لا يملكون من أمرهم شيئاً، شعوب تستهلك أكثر مما تنتج، نسبة أمية وعدم وعي كبير، تنتشر فيهم الأمراض والأوبئة، معدلات بطالة قياسية، كأن تلك الدول قررت محو حضاراتها والعودة إلى المهد، في السن الصغير لدخول الحضانات.
* كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.