رامي محمد: الابتلاء العادل - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الخميس، 26 أكتوبر 2023

رامي محمد: الابتلاء العادل

 


رامي محمد *

إن العيش في هذه الحياة هو مشقة كبيرة، يتحملها جميع البشر، وهذا ما كتبه الله تعالى على البشر، بأن لكل شخص نصيب من السعادة والحزن، وما عليهم فعله فقط هوالصبر على الابتلاءات لكي ينالوا الاجر، والابتلاء هو اختبار إلهي يميز فيه الخبيث من الطيب من عباده، فترتفع درجات البعض وتنخفض درجات البعض الآخر، ولا أحد مستثنى من الابتلاء حتى الأنبياء والرسل.

ولنتمعن في قصة عصيان إبليس وخروجه عن أمر الله برفضه السجود لآدم عليه السلام، ونرى كيف كان الأمر ثقيلاً على نفس العبد الصالح إبليس والذي كان يحظى بمكانة مرتفعة بين الملائكة، ثم يبتليه الله تعالى بأمر السجود لبشر خُلق من طين، وأمام هذا الابتلاء يسقط القناع عن إبليس ويُحوله إلى شيطان رجيم ملعون إلى يوم يبعثون، ثم يأتي الدور على آدم عليه السلام وحواء ليأخذا نصيبهما من الابتلاء، وعلى الرغم من وجودهما في الجنة يتلذذان بما أنعم الله عليهما، لكن وسط كل هذه النعم يأمرهما الله تعالى بعدم الأكل من الشجرة، وهنا كان الابتلاء، ليظهر دور إبليس اللعين ليوسوس لهما ويقسم بالله أن تلك الشجرة سوف تجعلهما ملكين خالدين للأبد، وبالفعل يتمكن الشيطان من غواية آدم عليه السلام وزوجته حواء في أول اختبار لهما، ليصدر بعدها قرار إلهي بخروج الجميع من الجنة، والهبوط إلى الارض، لتبدأ العداوة بين الطرفين (آدم عليه السلام وذريته وإبليس وذريته) حتى قيام الساعة. ولكن آدم وحواء لم يتماديا في معصية أمر الله مثل إبليس، ولكنهما تابا إلى الله ليقبل توبتهما ويشملهما برحمته.

واليوم نجد بعض الناس تحسد وتحقد على غيرهم، وتتمنى أن يمنحها الله ما منح غيرهم، متناسية أن الله عز وجل عادل، وكما منح غيرك المال فإنه منحك البركة فى الرزق، وكما منح غيرك الذرية كان قد منحك الصحة والعافية، وهكذا يتم توزيع النعم والابتلاءات بالتساوي من خلال حساب إلهي محكم لا يصيبه السهو ولا الخطأ، ولكن الفارق بين البشر هو القدرة على التحمل والصبر على الابتلاء، ومن يستطيع فعل ذلك فهو ذو حظ عظيم وسوف ينال أعلى الدرجات في جنات النعيم.

* كاتب مصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.