استمرت تلك القناعة في أوروبا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، ويبدو ذلك في الرسم الذي نفّذ أواخر القرن السادس عشر، بعد دراسة عن النباتات والحيوانات، ونشرت نتائجها في العام 1622 للتأكيد على تلك الحكاية.
ترجمة الوصف الموجود أسفل الصورة: "طائر البجع الأم تعيش بالقرب من نهر النيل والمستنقعات في مصر. وهي تحب صغارها لدرجة أنّها تنزف الدم، فيعيدهم إلى الحياة".
أشارت الأبحاث إلى أن بدايات هذا الاعتقاد تعود إلى الكنيسة الأولى في القرن الثاني الميلادي. وبيّنت دراسات عن الكنيسة الأولى تبنيها لفكرة البجع، وكيفية نزفه الدم باختياره من أجل صغاره. وشبهّت بعضها طائر البجع بعيسى عليه السلام، والذي حسب الرواية المنتشرة عندهم ضحى بنفسه من أجل خلاص العالم. ووجد الباحثون بعض الرموز الفنية التي يظهر فيها طائر البجع.
آنذاك، تأثرت الكنيسة الأوروبية بحكاية طائرة البجع، وبالتالي تأثر معها الفن المسيحي الأوروبي، الذي كان يعدّ طائر البجع رمزاً من رموز الكنيسة المسيحية الكاثوليكية، وترجم ذلك من خلال الأعمال الفنية المسيحية، كالرسم والنحت والفسيفساء.
في عصور لاحقة حديثة ، لاحظ علماء الأحياء أنّ أنثى طائر البجع تنقر صدرها حتى تنزف، لتعطي دمها لصغارها الذين لدغتهم أفعى.
وعليه، فإن التفسير العلمي لهذا الأمر هو أنّ البجع يتغذى احياناً على بعض الأفاعي، فيكتسب مناعة من سمّها، فيصبح دمه ترياقاً للعلاج. وحين يلعق صغار البجع دم أمهم النازف من صدرها فإنهم يكتسبون المناعة اللازمة للبقاء على قيد الحياة والقضاء على السم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.