رامي محمد *
في الصباح الباكر فتحت النافذة ودنوت برأسي قليلاً للخارج، وإذا بسحابة كبيرة تحجب أشعة الشمس، وتعجبت حينها كيف زاحمت تلك السحابة أشعة الشمس في فصل الصيف، يبدو أنها سحابة السعادة التي قررت كسر قواعد الفصل الحار، ومنحي أنا ومن حولي ظلاً نستظل به.. وعلى الفور قررت مغادرة منزلي والذهاب للعمل، برغم تحذيرات خبراء الأرصاد والطقس، وأنا في الطريق فجأة عادت أشعة الشمس للظهور، وبكل قوة، كأنها تتباهى بإظهار قوتها وهيمنتها على الأرض، واختفت السحابة نهائياً.
وبعد فترة وصلت للعمل وأنا في تعب شديد من قسوة ما عانيته بسبب حرارة الشمس، وبعدها فتحت الصنبور ونثرت الماء على وجهي ورأسي، ثم وجدت زميلي في العمل يسرع نحوي ويقول "عمل رائع أنك ألغيت الإجازة وعدت إلي العمل، حيث ينتظرك المدير في اجتماع مهم بعد قليل".
ودخلت بالفعل إلى حجرة المدير والذي أثنى على أداء زملائي، ثم اختصني ببعض المدح والكلمات الجميلة، ثم تابع .. "أنا في قمة السعادة اليوم على ما وصلت إليه الشركة من أرباح، وقد طلبتك لكي أشكرك على تعبك ومثابرتك في أداء المهام التي كلفتك بها، ومن ثم قريباً سوف أوجه بترقيتك وسوف يزيد راتبك بشكل كبير.
هنا شعرت بالسعادة الغامرة، وقلت في نفسي "أخيراً قد نلت مرادي، يا لحظي السعيد". ومرت بعدها فترة طويلة وأنا في انتظار تحقق الوعود التى منحها لي المدير ولكن لا جديد.. ثم تسلل داخلي الملل المصحوب بالغضب الشديد، وقد قررت الاستقالة من تلك الشركة، ولكنني تذكرت المقولة الشهيرة "بأن لا أعطي وعوداً وأنا سعيد ولا أتخذ قراراً وأنا غاضب".. ثم تذكرت السحابة.
* كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.