عبدالناصر عليوي العبيدي *
تَـحَـمَّـلْنَا مِـــن الأَوْغَـــادِ دَهْــــراً
عَـسَى بِـالصَّـــبْرِ تَأْتِي الِاسْـتِقَامَةْ
وَلَــكِـنْ بِـالـجَـرِيمَةِ قَــــدْ تَـمَــادَوْا
وَأَبْـــدَوْا غِـلْـظَـةً فِـيـهَـا صَـرَامَـةْ
وَقُـلْـنَا يَــا بَـنِـي الأَوْطَــانِ ثُـوبُـوا
فَـظَـنُّـوا أَنَّــهُـمْ لِـلْـمَـجْدِ هَــــــامَـةْ
خَـرَجْـنَـا كَــالأُسُـودِ لَــهَـا زَئِـــيـرٌ
فَــفَـرَّ زَعِـيـمُـهُمْ مِـثْـلَ الـنَّـعَـــامَةْ
تَـسَـامَيْنَا وكَــانَ الـقَـتْلُ سَــــهْـــلاً
فَـطَـبْعُ الـحُـرِّ تَـحْكُمُهُ الـشَّــــهَامَةْ
رَشَـشْنَا فَـوْقَ نَـزْفِ الجُرْحِ مِلْحـاً
وَأَخْـفَـيْـنَا الـمَـوَاجِـعَ بِـابْـتِسَـــامَـةْ
وَعَــفْــوُ الــحُــرِّ لِـلْـعُــقَلَاءِ دَرْسٌ
إِذَا فَـهِمُوهُ عَـاشُوا فِـي سَــــــلَامَةْ
وَلَــكِـنْ جُـلُّـهُـمْ غَــــدَرُوا وَخَـانُـوا
لِـمَـا قَـطَـعُوا وَلَـمْ يَـرْعَوْا ذِمَـــامَةْ
وَبِـالـنِّـيرَانِ قَـــدْ عَـبَـثُوا بِـحُـمْـــقٍ
لِـيَـبْـدَأَ بَـعْـدَهَـا يَـــوْمُ الـقِـيَـــــــامَةْ
فَــهَـبَّ لِـنَـجْـدَةِ الأَحْـــرَارِ مُـــــرْدٌ
وَجُــــرْدٌ كَـــانَ آخِــرُهَـا تِـهَـــامَـةْ
فَـنَـحْـنُ الـقَـادِرُونَ مَـتَـى أَرَدْنَـــــا
بِـحَـدِّ الـسَّــــيْفِ نَـنْـتَزِعُ الـكَـرَامَةْ
سَـنَـلْفِظُ كُــلَّ خِـبٍّ فِـي حِـمَــــــانَا
مَـكَـانُ الـخَـائِنِينَ مَــعَ الـقُـمَــــامَةْ
وَأَقْسَى الطَّعْنِ يَأْتِي مِنْ صَـــــدِيقٍ
وَمِـمَّـنْ كُـنْتَ تَـحْسَـــــبُهُمْ دَعَـامَةْ
وَمَـنْ يَـزْرَعْ بُـعَيدَ الـصَّفْحِ شَـوْكاً
فَهَلْ يَحْصُدْ سِوَى عَصْفِ النَّدَامَـةْ
وَلِــلْـحُـرِّيَّـةِ الـحَـسْـنَـاءِ مَــهْــــــرٌ
دَفَـعْـنَـا مَـهْـرَهَـا مِـلْـيُـونَ قَـامَـــةْ
* شاعر سوري، يحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.