غازي عبدالرحمن الحجو *
ارفعي سَمَّاعةَ الحرفِ وقولِي:
ضَاعَ بوحُ الشعرِ أم ضلَّ الطريقْ؟
ابعثي بيتاً من العَتْبِ وقولي:
أينَ أسرابُ القَطَا؟
أينَ ذاكَ الهمسُ والشعرُ الرقيقْ؟
ففراشاتُ القوافي رجعتْ
من سُطورِ الوردِ توًّا
تشتكي مرَّ الرحيقْ
ابعثي لي مزقةً من بَيدرِ اللَّوْمِ وقولي:
قد وأدتُ البوحَ في بَدْءِ الحكايةْ
وانتهى أولُ فصلٍ قبل عنوانِ الروايةْ
فصدى الوصلِ تَمَاهَى دونَ إنذارٍ بآيةْ
***
آه يا عشقَ الفراتْ
لستَ نَسيًا تَصْطَلِيهِ الذاكرةْ
لستَ أوراقَ خريفٍ حائرةْ
أو تراتيلَ مساءٍ لعيونٍ ساهرةْ
إنني مثْلُكَ لا أهوَى العتبْ
إنَّما أعشقُ النايَ
إذا انسابَ بهمسٍ
كالفرات العذب يشدو
لِقَذَالِ الحَورِ والصَّفصافِ والطَّرفَا
وناياتِ القَصبْ
لأَرَى الرَّقَّةَ
عيداً وعروساً
وشناشيلَ ذهبْ
أعشقُ الموالَ يأتي من هناكْ
ببقايا العِطرِ من طِيبِ رضاكْ
***
ملَّتِ التعتيقَ آهَاتي ..تُنادي:
لا تكن مُزْنَةَ صيفٍ عابرةْ
إنَّني بالودِّ أهديكَ اشتياقي
ويراعي بمدادِ الوجدِ
يَسعى للتلاقي
إن أَتَتْهُ الآهُ من ثَغْرِ المَساءِ
أحياها كَنَيْروزِ الفرحْ وطُيُوبُ البوحِ
جذلى تتهَادى كغيومٍ بينها قوسُ قزحْ
فإذا سماعةُ الحرفِ تلاشتْ بالرنينْ
فَطيوب الشعر جذلى تتغنَّى بين أسرابِ القَطَا
وتناجي الهُدْبَ صبحاً في بلاد الياسمين ْ
* شاعر وكاتب سوري، عضو اتحاد الكتاب العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.