عبدالناصر عليوي العبيدي *
هُـــدُوءُ الـلَّـيْـلِ يَـضْـــجَـرُ مِــنْ سُـــــــــكُـونِي
تَــغُــوصُ خُــــــطَــايَ بِــالــدَّرْبِ الْـحَـــــزِيـنِ
وَقَـــــدْ سِـــرْنَــا نُــحَــدِّقُ فِــــي سَــــــــــرَابٍ
يُـــغَــنِّــي لِــلــعِــــــــطَـاشِ بِــــــلا مَــعِــيــنِ
أَنــــــــا والــــحُــــزْنُ أَنْــشَــبْــنَــا خِـــيَـــــاماً
عَـــلــى طَــــرْفِ الـحَـقِـيـقَةِ وَالــظُّـنُـــــــــونِ
نُــعَــانِــقُ لَــيْــلَـنَـا الْــمَــشْـــــحُـونَ زَيْـــــــفاً
تَــــرَاكَـــمَ مِـــــــنْ عَـــنَـــاءَاتِ الــسِّــــــنِـيـنِ
تَـــوَضَّــأْتُ الْأَسَـــــى فِـــــي كُـــــلِّ فَــــــــجٍّ
وَصَــلَّــيْــتُ الــتَّــوَجُّـسَ فِـــــي عَــــــرِيــنِـي
فَهَــــلْ فِي الْأَرْضِ مَا يُرْضِــــي احْتِمَــــالِي؟
وَغَــــــدْرُ الـــنَّـــاسِ أَصْـــبَــحَ كَـالْـيَـقِـيـــــنِ
أَنــــا يـــا صَــمْـتَ لَـيْـلـي، كُــنْـتُ طِــفْـــــلاً
يُـخَـبِّـئُ فـــي الــنَّــــدى شَـــــــوْقَ الـجَـنِيــــنِ
وَيَــحْــسَــبُ أَنَّ فـــــي وَجْـــــهِ الــمَــــــرَايَـا
رُجُـــــوعاً لِــلــطُّــفُـــــــولَــةِ وَالـــحَـــنِــيــنِ
وَلَـــــكِــــنْ كُـــــــــلُّ مِـــــــــرْآةٍ تَــصَــــدَّتْ
بِــــكَـــفِّ الــــشَّـــكِّ لِـــلْــوَجْــهِ الأَمِــــــيـــنِ
فَــــأَدْرَكْــــتُ الــنِّــهَــايَــةَ قَــــبْـــلَ بَــــــــدْءٍ
لِـــمَـــا تَــحْــوِيــهِ مِــــــنْ خُـــبْــثٍ دَفِــــيــنِ
تَــعَــلَّــمْـتُ الْـــــــوَدَاعَ بِـــكُـــلِّ صَــــــــوْتٍ
وَصَــافَـحْـتُ الـشِّـــــــــمَـالَ مَـــعَ الْـيَـمِـيــــنِ
أَنَــــا وَالْــحَــرْفُ نَــغْــزِلُ مِـــنْ شَـظَـايَــــــا
رُؤًى تُــقْــصِــي الـــرَّخَـــاوَةَ بِــالْـعَـجِـيـــــنِ
وَنَـــكْــتُــبُ فِـــــــي مَــلَامِــحِـنَـا حُـــــــرُوفاً
تَــخَــطَّـتْ فِــــي الْــــوَرَى حَـــدَّ الْـجُـــــنُـونِ
فَــإِنْ سَـــــأَلُـوكِ عَــنْ وَجَـــــعِـي، فَـقُــــولِي:
شِــــرَاعٌ لَــــمْ يَــجِــدْ ظَــهْــــــرَ الـسَّـــــفِـيـنِ
أَنَـــــــــا أَفْـــنَـــيْـــتُ شِـــرْيَـــانِــي نَـــزِيــــفاً
وَصُــغْــتُ خُــطَــايَ مِـــنْ نَـــارٍ وَطِــيـــــــنِ
أُقَــبِّــلُ فِــــي الْــغِـيَـابِ ظِــــــــلَالَ أَهْــــــلِـي
وَأَلْــثِــمُ فِــــي الْــجِــرَاحِ مَـــــــدَى الْـوَتِـيـــنِ
سِــهَــامُ الْــغَــدْرِ لَــــمْ تَــهْـدِمْ قِـــــــــــلَاعِـي
فَـــقَــدْ بَــنَــيْـتُ عَـــــلَــى صَـــخْــرٍ مَــتِــيـنِ
وَلَا كَـــيْـــدُ الْــحَــسُـــودِ يَـــهُـــدُّ رُوحِــــــي
هِــــيَ اعْــتَــادَتْ عَــلَـى صَـــوْتِ الْأَنِــيــــنِ
فَــيَـا صَــمْـتَ الـسِّـنِـينِ، أَجِــــــبْ نِـــــدَائِـي
أَأَمْــــضِــــي، أَمْ أُقِـــــيـــمُ كَــمــا الـرَّهِـيـنِ؟
أَأُكْـــمِــلُ سَــــــــيْــرِيَ الْـمَـنْـفِـيَّ وَحْــــدِي؟
فتُــطْــفَـأ نَـــشْــــــوَةُ الْأَحْـــــــلَامِ دُونِــــي؟
وَهَــــلْ يَـكْـفِـيـكَ أَنْ تَــبْـكِـي قَـصِـــــــيـدِي
إِذَا مَـــــا مُـــــتُّ وَانْــغَـلَـقَـتْ جُــــــفُـونِـي؟
أَنَـــــا فِـــــي فِــتْــنَـةِ الْــمَـعْـنَـى سُــــــــؤَالٌ
يُــحَــلِّــقُ فَــــــوْقَ هَــــــامَـــاتِ الــظُّــنُـونِ
أُغَــــذِّي الــصَّـبْـرَ إِنْ مَــــا ذَابَ صَـــــبْـرِي
وَلَا أُفْــشِــي لِــمَــنْ حَـــــوْلِــي شُـــــجُـونِـي
فـــــإِنِّــــي لَا أُجِـــــيــــدُ الْــــيَــــوْمَ عَــــزْفاً
سِــوَى رَسْـــــمِ الـسُّكُونِ عَـــــلَى الْـجَبِيــــنِ
* شاعر سوري حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.