الفرنسيون ينشرون الطرافة على مواقع التواصل خلال الحجر المنزلي |
باريس: فابيولا بدوي
مع تصاعد أزمة فيروس كورونا الجديد في العالم طبقت العديد من الدول، ومنها فرنسا، قوانين تمنع الناس من الخروج من منازلهم للحد من انتشار الفيروس، ولم يجد الكثير من الفرنسيين سوى التوجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيس بوك ويوتيوب مصورين ما يجول في دواخلهم أو ممارسين هواياتهم مع بعضهم البعض عن بعد. وكل ذلك يأتي بأشكال لا تخلو من الطرافة.
الخروج من المنزل بتصريح
في مشهد آخر يظهر شاب آخر وحيداً في منزله.. لا يجد سوى ذاته.. يقرع كأسه مع صورته على المرآة محاولاً إقناع نفسه وإقناع الآخرين بأنه كسر وحدته، وصار معه نديم يجالسه في المنزل.
مازال الوضع ضبابياً.. ومازال الفرنسيون يمارسون طقوس الطرافة والمتعة على مواقع التواصل.. وإلى أن تنتهي الأزمة، سيكون لدى العالم الكثير مما سوف يقال عن مرحلة عصيبة من تاريخ البشرية.
من جهة أخرى خصصت التلفزيونات معظم فقراتها عن الأزمة، لتظهر في المواد التي تبثها وسائل الإعلام المرئي شوارع العاصمة الفرنسية باريس وغيرها من المدن خاوية إلا من بعض رجال الشرطة الذين يخرجون بمهمات لضمان تطبيق نظام الحجر المنزلي الذي ينص على منع الخروج من المنزل إلا بتصريح مسبق، وهذا التصريح لا يصدر سوى لحالات خاصة جداً كالذهاب إلى المستشفى أو الصيدلية أو التسوق السريع للضرورة أو الانطلاق إلى العمل، والأخير لا يكون إلا لمن لا يستطيعون أداء مهامهم الوظيفية عبر الإنترنت، وتتطلب أعمالهم حضورهم الشخصي إلى مكاتبهم أو أماكن عملهم.
ومن الطريف وجود إذن – ودي - بالخروج للمشي السريع خارج المنزل وبالقرب منه فقط من أجل منح الحيوانات المنزلية فرصتها بالنزهة اليومية المعتادة، لتجد الفرنسيين يخرجون ما بين وقت وآخر بذريعة نزهة كلابهم أو قططهم، الأمر الذي قاد الدولة لتحذيرهم والتنبيه على أن فسحة الحيوانات تكون مرة واحدة في اليوم، وإلا فإن من يخرج سوف يعرض نفسه للمخالفة.
ومن الطريف وجود إذن – ودي - بالخروج للمشي السريع خارج المنزل وبالقرب منه فقط من أجل منح الحيوانات المنزلية فرصتها بالنزهة اليومية المعتادة، لتجد الفرنسيين يخرجون ما بين وقت وآخر بذريعة نزهة كلابهم أو قططهم، الأمر الذي قاد الدولة لتحذيرهم والتنبيه على أن فسحة الحيوانات تكون مرة واحدة في اليوم، وإلا فإن من يخرج سوف يعرض نفسه للمخالفة.
صفحات فيس بوك لا تهدأ
أما الجالسون في منازلهم، فكان طريقهم للابتعاد عن الوحدة والخروج من العزلة التوجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح صفحات المشتركين على موقع فيس بوك مثلاً مزدحمة بالمشاركات التي تكسر الرتابة وتصنع جواً من الطرافة، الأمر الذي جعل الناس يتقاربون أكثر، فازداد عدد الحوارات والأفكار المطروحة حتى لتشعر أن الموقع لا يهدأ على مدار الثانية وليس الدقيقة، فالفيديوهات والصور لا تتوقف عن الظهور، والتعليقات عليها تأتي بالجملة، وما بين معجب أو متفاعل يقضي الناس أوقاتهم صانعين أجواء لم يعهدوها من قبل.التنس الشاطئي بين النوافذ
من المشاهد على سبيل المثال مقطع لشابين يلعبان التنس الشاطئي لكن عبر نافذتين مرتفعتين ومتباعدتين، ومن خلال المشهد يدرك المتابع أنهما متمرسان باللعبة، لكن اللعب عبر النافذة يمنع حركة الجسد في وضع مختلف عن اللعب على الشاطئ.. فتراهما يمرحان ويلعبان بمتعة تكسر الملل، وعند سقوط الكرة يضحكان.في مشهد آخر يظهر شاب آخر وحيداً في منزله.. لا يجد سوى ذاته.. يقرع كأسه مع صورته على المرآة محاولاً إقناع نفسه وإقناع الآخرين بأنه كسر وحدته، وصار معه نديم يجالسه في المنزل.
فيديو: الفرنسيون ينشرون الطرافة على مواقع التواصل خلال الحجر المنزلي
أفكار تمثيلية ذات بعد ذهني
ولم يمنع الوضعُ الناسَ من اختراع أفكار تمثيلية ذات بعد ذهني، مثل تلك السيدة التي قيّدت أولادها وتركتهم ممددين على الأرض لتعمل قليلاً على جهاز الكومبيوتر، في إشارة منها إلى ما يسببه الصغار من شغب في البيت وهم جالسون من دون تعليم ودراسة فالمدارس مغلقة.مازال الوضع ضبابياً.. ومازال الفرنسيون يمارسون طقوس الطرافة والمتعة على مواقع التواصل.. وإلى أن تنتهي الأزمة، سيكون لدى العالم الكثير مما سوف يقال عن مرحلة عصيبة من تاريخ البشرية.
جميل
ردحذف