د. إبراهيم الرفيع .. موسوعة بشرية وطموحات لا تحدها حدود - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الاثنين، 11 مايو 2020

د. إبراهيم الرفيع .. موسوعة بشرية وطموحات لا تحدها حدود

د. إبراهيم الرفيع
د. إبراهيم الرفيّع

كتب: المحرر



يمتلك طموحات لا تحدها حدود.. يكتب بأسوب يمزج بين الوعي والإبداع، فينتج قصائد ودراسات رزينة.. وما بين الشعر والبحوث وآفاق الكتابة تتداخل عوالم الدكتور إبراهيم الرفيّع..
لم يمنعه توجهه إلى العلوم والدراسات الإسلامية من أن يكون شاعراً متمرساً فترى الأغراض الشعرية كلها تقريباً موجودة لديه في النموذجين الفصيح والشعبي، بما فيها "الهواويات" التي تتألق عنده حتى لتشعر أنه يفيض عواطف مملوءة بالوجد والهيام.. لكن ذلك لا يخرجه عن الأخلاقيات الرفيعة التي تجذرت فيه حتى غدت جزءاً من تكوين شخصيته، فإن تحدث لا تستطيع إلا أن تصغي له بسبب أسلوبه المميز في تقديم الفكرة والمعلومة.. وإن أصغى تجد نفسك أمام متلقٍّ امتلك فنّ الاستماع العميق.
إن حدثك د. إبراهيم الرفيّع في قضايا الدين أجاد، وإن كان الحديث عن الأدب والشعر تلقاه يطرح الكثير من الأفكار والروايات التي استنبطها أو استخرجها من أمهات الكتب.. وإن تحدث في الموروث الشعبي فإنه يسرد حكايات ويصحح معلومات حتى لتحس أنك تواجه موسوعة بشرية متنقلة.


أمسية شعرية للشاعرين محمود أبو الواثق وإبراهيم  الرفيع في منتدى الرواق دبي 2017 

شغف القراءة والمعرفة

تقول السيرة الحياتية للدكتور الرفيّع إنه من قرية (كديران) في محافظة الرقة السورية، حيث يجري نهر الفرات وتتألق ضفافه مانحة الحياة، كانت لحظات الانطلاقة الأولى للشاعر الباحث د. إبراهيم الرفيّع إلى الحياة.. فهناك ولد وعاش السنوات الأولى من عمره، لينتقل بعدها مع أسرته كي يعيشوا في مدينة الرقة التي عشقها عشقاً جارفاً، وما غابت أبداً عن شعره، وفي الرقة تابع تعليمه في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.. ليرتحل إثر ذلك إلى العاصمة السورية دمشق حيث جامعتها، وينتسب للدراسة في كلية الشريعة، ولم يتوقف سعيه الدؤوب لاستكشاف العالم حوله، فكان يرتاد النشاطات الفكرية والمكتبات ليشبع شغفه من القراءة والمعرفة، وفي الوقت ذاته عمل مدرّساً مكلفاً لمادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية.
وما إن نال الشهادة الجامعية في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق حتى قرر ألا يتوقف عند هذا الحد، فالمتابعة في قناعته أمر حياتي، فأكمل دراسة دبلوم التأهيل التربوي في جامعة حلب.
بعدها عمل مدرساً للتربية الإسلامية واللغة العربية في الثانويات العامة، إضافة إلى الدور الذي تولاه في الثانوية الشرعية في الرقة، والتي تابع أمورها منذ بدأت كمشروع، إلى اكتمال كادرها التعليمي والإداري وانطلاقها رسمياً.. وعمل في الثانوية الشرعية على  
تدريس اللغة العربية والفقه الحنفي وأصول الفقه والفرائض (المواريث)، وكان أيضاً خطيباً في مسجد الإيمان بالرقة.. كما عمل مدرساً للتربية الإسلامية وأصول تدريسها في معهد إعداد المعلمين (الصف الخاص) في الرقة، وعقد الحلقات العلمية التي شرح فيها مجموعة من متون وأمهات كتب اللغة العربية والعلوم الشرعية، وغيرها وتتلمذ على يديه في مادة المواريث مجموعة من طلاب كليتي الشريعة والحقوق.




نشاط لا يهدأ

استمر د. إبراهيم الرفيّع مؤدياً مهامه بنجاح إلى أن غادر سورية متوجهاً إلى الكويت عام 1998 للعمل فيها مدرساً ورئيساً لقسم التربية الإسلامية في مدارسها العربية والأجنبية وثنائية اللغة، ومدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية في مركز تقويم وتعليم الطفل، ومحرراً ومدققاً لغوياً في القسم الإعلامي فيه.
كما عمل محرراً ومدققاً لغوياً لمجلات الفرحة وولدي وتحت العشرين، وشارك في الكتابة والمراجعة اللغوية لسلسلة قصص أعلام المسلمين التي تصدرها مكتبة عالمي الممتع، ومحرراً لنشرة (المعلم المبدع) التي تصدرها مراقبة التوجيه الفني والتدريب في إدارة السراج المنير. وباحثاً أكاديمياً في المركز العالمي للوسطية في وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية. ورئيساً للجنة العلمية ومشرفاً على دليل المعلم ومستشاراً للجنة إعداد منهج الرياضة التربوية. ورئيساً للجنة إعداد منهج اللغة العربية لمناهج السراج المنير التابعة لوزارة الأوقاف. وعضواً للجنة البحوث والدراسات والتوثيق ببرنامج علماء المستقبل في المركز العالمي للوسطية، ومشرفاً لمادة النحو، ثم الفقه فيه، ومدرساً لمادة الفقه الشافعي، ورئيساً للجنة العلمية لوفد البرنامج إلى الدورة العلمية الثامنة في الشارقة، وكذلك رحلاته إلى مكة والمدينة المنورة.
كما شارك في العديد من الحلقات النقاشية والندوات والمؤتمرات العلمية وألقى العديد من المحاضرات في مجالات عدة.

استمرار الطموح

تابع الدكتور الرفيّع تحصيله الأكاديمي، فحصل على الماجستير في الدراسات الإسلامية، وماجستير في التربية، ثم نال درجة الدكتوراه في الشريعة تخصص أصول فقه، وشارك في مناقشة عدد من الرسائل العلمية.
إلى ذلك فهو مدرب دولي معتمد حاصل على العديد من الشهادات الدولية في مجال التنمية البشرية. وأثمرت مسيرته وجهوده الكبيرة في الدراسة والبحث مجموعة من الأعمال المختلفة منها المطبوع وما هو قيد الطبع ومن ذلك:
- الفوائد النحوية بشرح متن الآجرومية.
- أحكام التعامل بالسلف.
- الجمعية الشهرية ومسائل فقهية معاصرة.
- منهج الفقه لمناهج السراج المنير في الكويت لثماني سنوات دراسية.
- أبدع ما نظم في الأخلاق والحكم (ضبط وتعليق) بالمشاركة، إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت.
- عزف بلا آثام (ديوان شعر).
- التقارض النحوي في ضوء النص القرآني.
- مشكلة العنوسة أسبابها وعلاجها .
- ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى بين الضرورة والمقاصد.
- الشورى في سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الغزوات نموذجاً.
- الدور الحضاري للوقف ومدى علاقته بالتربية والتعليم في دولة الكويت.
- القطوف الرقية بشرح نظم الآجرومية.
- الإرث المقارن.
- المعاملات المالية الاستثمارية في البنوك الإسلامية - دراسة على بنك سورية الدولي الإسلامي.
- استراتيجيات تدريس اللغة العربية لذوي صعوبات التعلم.
- القضايا الفقهية المعاصرة وعلاقتها بدلالة الأمر والنهي في ضوء الأسباب والمقاصد.
- زاد الشاعر من العروض والضرائر.
- القصة في الصحيحين.
- الوقف ودوره في دعم مؤسسات التربية والتعليم.
- المدارس النحوية بين التأثير والتأثر.
- نساء عالمات.
- مناهج المفسرين واتجاهاتهم.
- الصاحب في القرآن الكريم.
- قانون انتقال الأموال غير المنقولة في سورية (الأراضي الأميرية) دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون الوضعي.
- مجموعة من إصدارات برنامج علماء المستقبل بالمشاركة.





دراية بفنون الأدب

إضافة إلى ما سبق، وكما أشرنا في البداية، فالدكتور إبراهيم الرفيع شاعر يكتب بالفصحى واللهجة الشعبية الفراتية،  وله ديوان شعر مطبوع بعنوان (عزف بلا آثام)، وديوان آخر قيد الإنجاز، إضافة إلى ديوان شعر شعبي تحت الطبع بعنوان (غربة الروح)، وهو يكتب القصة والمقال والخاطرة وله (مجموعة قصصية) قيد الإنجاز، ولن ننسى أن نقول إنه ناقد ذو ملكة ودراية بفنون الأدب كافة، يختار كلماته بعناية، وكان لانشغاله بالعلوم الإسلامية أثر واضح في توجهه نحو الأدب الراقي الموسوم بالقيم الأخلاقية، كما نشرت بعض أشعاره في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، وبعض المجلات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.
ومما يذكر في سيرة الدكتور إبراهيم الرفيّع أنه مؤسس ورئيس منتدى صفوة الأدباء، وقد أصدر عنه مجموعة شعرية نثرية جمعها وأعدها وشارك فيها وقدّم لها بعنوان (روائع صفوة الأدباء)، ومجموعة شعرية أخرى بعنوان (الأقصى)، وقدم لإصدارته الأخرى وأشرف على طباعتها ومنها ديوان (هواجس أنثى) للشاعرة هيام الأحمد، وديوان (نبض الأميرة) للشاعرة لميس الرحب، وثلاث مجموعات قصصية (حروف السحاب)، و(همس السحر)، (من أقصى القلب)، ورواية ( للساقية شبابيك) للكاتبة صباح السباعي، وإصدارات أخرى للمنتدى قيد الإنجاز.
وممن كتب عن سيرته الذاتية ونشرها: معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين في طبعته الثالثة الجزء الثامن، والأستاذ صبحي دسوقي في كتابه الحركة الثقافية في الرقة، و الأستاذة ريم الرحبي في منتدى صفوة الأدباء، والكاتب الصحفي حسين هلال في مدونة وطن، كما تناولها الإعلامي محمد بشير في إذاعة بيسان إف إم برنامج (أعلام الفرات)، والأستاذ حمصي فرحان الحمادة في أكثر من موقع.

هناك تعليقان (2):

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.