ناصر علي آل فائع: يوم ذكرى التأسيس لهذا الوطن الغالي - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الأربعاء، 22 فبراير 2023

ناصر علي آل فائع: يوم ذكرى التأسيس لهذا الوطن الغالي

ناصر علي آل فائع

ناصر علي آل فائع *

(اجتماع السواعد من أجل بناء الوطن.. وألفة بين الأرواح من أجل تخفيف المحن).. وقصص وعبر من ذكريات الماضي التي عاش معها الأجداد والآباء وعاصروها بشتى مراحلها منذ البداية.. ونقلوها لنا سرداً قصصياً عن تجاربهم في زمن الشتات ومواجهة المصاعب في حياة قاسية يتخللها الخوف والجوع والفقر وحروب القبائل والتناحر بينهم.. مروراً بمرحلة النشأة والتأسيس التي بدأت معها خطوات جمع الشتات ووحدة الصف والاستقرار والحياة الآمنة التي تنعم بالتطور والنمو والازدهار ورغد من العيش إلى وقتنا الحاضر بحكمة وتدبير من الله.. ثم بإرادة حكامنا وولاة أمرنا الذين تولوا قيادة هذا البلد عهداً بعد عهد، حتى فاضت المشاعر الصادقة وازدادت نبضات القلوب العاشقة وانهمرت الأحرف والكلمات المتغزلة في كل شبر وحفنة تراب من أرض هذا الوطن الغالي الذي نفتديه بأرواحنا، وندافع عنه بالغالي والنفيس، وبكل ما أوتينا من قوة.. في سبيل استمرارية دفء حضنه الذي يؤوينا ويحتوينا ويبادلنا صادق الحب والإخلاص.. فكلما أحببناه زاد حبه لنا، وكلما حميناه حمانا وعزنا بعد الله.

وهذا الشعور قد لا يشعر به بعض الأفراد في المجتمعات اللاواعية مما أدى ببعضها إلى افتقاد روح التواصل في ما بينها.. وتجاهلاً منها بأهمية التوعية الإعلامية والفكرية في زرع حب الأوطان منذ النشأة.. ويعود ذلك ربما لجهل قائم أو أنهم لم يتفكروا في الأحداث المتغيرة من حولهم بسبب استمرارية العيش في أجواء تنعم بالأمن والأمان والحياة المطمئنة، مما جعلهم يفتقدون أدنى مقومات الروح والانتماء للكيان.. ولكن اسألوا من فقد وطنه.. إما بسبب الغربة أو بسبب حروب كافرة أدت إلى هدر للدماء وهدم للبناء،  وتزعمتها أفكار سامة أدت إلى فرقة الصف والتناحر والمنازعة والسعي لتحقيق المصالح الشخصية على حساب "الوطن وترابه".

اسألوا عن مشاعر وإحساس الفاقد في ما افتقده.. و"أي فقد"؟

فقدان الوطن أعظم مصيبة.. ويعد فقداناً حقيقياً وغياباً للهوية والانتماء والترحيب بحياة بائسة مشردة، ويبقى قلب الفاقد مهموماً ومحتاراً بين عذاب الحنين ومرارة الاشتياق لـ"الوطن". ولكن عندما يفوت الآوان فلا يكون هناك سوى محاولات بائسة لإيجاد مأوى يحتضنه من الشتات والتشرد، ولكنه لن يجد.

في ذكرى يوم التأسيس نجد أمامنا مبادئ وقيماً تربينا عليها وتعلمناها من الآباء والأجداد.. ولابد أن ننقلها ونرسخها في أذهان أبنائنا واحفادنا، ومنها حب الوطن ومعاهدة الله على الحب والسمع والطاعة لولاة أمرنا، حتى يتحقق التلاحم والترابط، كي نزرع بأيدينا بذوراً صالحة يكون حصادها نهضة وتنمية لبناء مستقبل من الحضارة والنهضة التي ترتقي بوطننا فيرتقي بنا .

في ذكرى يوم التأسيس، ترجمة وبوح لمشاعر وأحاسيس متبادلة بين الشعب والقيادة الحكيمة، تملؤها المحبة والألفة والمودة، وتتوحد الصفوف وتندمج العادات والتقاليد المناطقية والقبلية والعائلية حتى يكون المجتمع بيتاً واحداً ولُحمة واحدة ودماً واحداً يجري في شرايين كل فرد منا لنكون أخوة متعاضدين متساندين كالجسد الواحد بهوية واحدة تحت سقفٍ واحد.

في ذكرى يوم التأسيس، نتذكر زوال النزعات التعصبية والعنصريات المنتنة التي سببت الاختناق والاحتقان والتنافر بين أفراد المجتمع، وبزوالها أصبحنا لا شعورياً كالأسرة الواحدة المترابطة يداً بيد وبقلب رجل واحد، نبني وطناً حاضناً، نعيش تحت سقفه، فنتفيأ بظلاله الباردة لنتقي حرارة شمس الضياع الحارقة، ويصبح الوطن لنا بمثابة الأب والأم والعشيرة والقبيلة.. ننتمي له وينتمي لنا، ونخشى عليه ويخشى علينا كما تخشى الأم على رضيعها.

في ذكرى يوم التأسيس، نفتخر ونعتز بحكامنا وولاة أمرنا.. بقيادتهم الرشيدة.. وهم الذين اتخذوا من كتاب الله وسنة رسوله دستوراً لنا، فحلت العدالة والمساواة فكان الأمن والاطمئنان حاضرين.

في ذكرى يوم التأسيس، نرسم خطة للتطوير والبذل والعطاء لما يخدم بلادنا ويعزز من تحقيق رؤيتها،  لتستمر وتكون في مصاف الدول المتقدمة، وتحتل مكانة أرقى فوق مكانتها وعظمتها لدى الدول الأخرى، ونخطو خطوة تلو خطوة، ونطوي الخطى بتسارع لمواكبة وبناء وتأسيس جيل صاعد يحمل فكراً راقياً بعقول نيرة تسهم في تنمية المكان ليسعد الإنسان، وتسهم أيضاً في نشر ثقافة التسامح والتعايش لكي نرتقي ونعلو وندافع بالنفس والمال عن بلادنا الحبيبة ضد كل كائد ومعتدٍ وحاقد، وندحر كل فكر متربص بنا وببلادنا من الأعداء الماكرين و(المتلونين).

في ذكرى يوم التأسيس، نجدد السمع والطاعة والولاء والحب والتقدير والوفاء بقلبٍ واحد وصوتٍ واحد فتنطق قلوبنا قبل ألسنتنا، لتقول لمليكنا خادم البيتين ولولي عهده الأمين:(سمعاً وطاعة).

ونلجأ بالدعاء بأن ينعم علينا ويحفظ لنا أمننا وأماننا ورغد عيشنا واستقرارنا، ولحكامنا وشعبنا بالتوفيق والنصر.. وأن يحفظهم ويطيل في أعمارهم، وعلى طريق الخير يسدد خطاهم، وأن يحفظ جنودنا البواسل ويحميهم ليعودوا لنا سالمين غانمين.. وعلى الأعداء منتصرين.

* كاتب سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.