محمد عوض الجشي: سلوكيات وظيفية خفية عن الإدارة - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الأحد، 9 أبريل 2023

محمد عوض الجشي: سلوكيات وظيفية خفية عن الإدارة

محمد عوض الجشي

محمد عوض الجشي 

تعتمل في كثير من الإدارات مناهج سلوكية عديدة اجتماعية، اقتصادية تعليمية إبداعية، ويجب أن تصب تلك السلوكيات لمصلحة العمل حيث يتم (مصاهرة) فرص طاقات بشرية من أجل قيام المؤسسة والحفاظ على سمعتها داخلياً وخارجياً.

من دون شك فإن تلك السلوكيات تحقق طموحات ودوافع إيجابية لدى العاملين على مختلف وظائفهم وثقافاتهم. وأيضاً على مسمياتهم الوظيفية ودرجات السلم الوظيفي (الراتب – العلاوات – المسمى الوظيفي العمل الإبداعي) وغيرها.

ولعل المدير المتمرس، والذي لديه خبرة وباع طويل في استقطاب اليد العاملة، لا بد أن يكون على دراية كافية في رسم وفهم سلوكيات الموظفين، وخاصة النواحي النفسية - الاجتماعية والاقتصادية.. كون تلك الصفتين متلازمتين لا تنفك إحداهما عن الأخرى. حيث تبدو صورة الموظف (التعبان) وأقصد الذي لا يفي راتبه في متطلبات حاجاته الأساسية إن كان يعيل أسرة، فيظل راتبه متقوقعاً ضمن سقف محدود لا يكاد يكفي المصروفات التي غدت تواجه غلاء في المعيشة والسلع والمنتجات الزراعية الصناعية من طعام وشراب إلخ... وأمثال تلك الفئة من الموظفين (الغلابة) لا يستطيع أحدهم المشاركة في فعاليات اجتماعية سواء داخل المؤسسة وخارجها.. ويبدو موظفاً منطوياً معزولاً عن ممارسة الحياة الطبيعة الاجتماعية بكل أطيافها.

ولتبيان حصافة هذا السلوك، يفترض أن يقوم أحد معاوني المدير أو من يخوله، في تهيئة جو اجتماعي أثناء العمل للمساهمة في لقاء خارجي للموظفين كـ(القيام برحلة) جماعية لزيارة معالم تراثية سياحية.. حينها تظهر سلوكيات الموظفين من حيث المساهمة المادية (كميتها) ودون شك الموظف الذي يسهم في ميسور ضئيل غير الذي يسهم في يسار مناسب.. وهنا يتبين للمدير أن الموظف حقاً بحاجة إلى معونة مالية مستقبلا كـ(زيادة على الراتب) أو صرف علاوة مستحقة على شكل مهمة (عمل) مما يخلق جواً مريحاً غير مباشر للحالة المادية الاجتماعية للموظف، ويتهيأ نفسياً إلى استقرار ضمان وظيفي.

وربما يظن البعض أن هذا السلوك ليس قياساً، لكنه حتماً يكشف خبايا عديدة في مساقات تختمر في مخيلة الأفراد، وتصحح نظم إدارية سلبية إلى إيجابية كانت قد هيمنت على الإدارات في السابق، متناسية سلوكيات وأهداف الموظفين الذين نذروا أنفسهم في خدمة المؤسسة (الشركة).

ولعل مجمل أهداف تلك المهام بروز الآتي:
1. إشعار الموظفين أن الإدارة مهتمة في شخصياتهم وأعمالهم.
2. نبذ الصراعات واللا مبالاة.
3. إيجاد روح التعاون والتآخي بين زملاء المهنة.
4. تخفيف وطأة الروتين اليومي.
5. رفع الإنتاجية في مستوى مرضٍ.
6. خلق مناخ يتلاءم مع المحفزات المادية التي تنعكس إيجابياً (معنوية).
7. انسجام تام مع تجارب مماثلة إن ارتأت الإدارة محاكاة هذا المثيل مستقبلاً.
8. إحساس الموظف بقوة الدعم من قبل المسؤولين.
9. إيجاد لغة التحفيز لتحسين العمل وجودة القياس.
10. رفع سقف المخصصات المالية مما يعزز سرعة بلوغ الأهداف.

المطلوب من الإدارات في شتى الأعمال التي تناط إليها أن تعمل مقياساً زمنياً يتواءم ويتلاءم مع سلوكيات الموظفين وتتعقب سقف الراتب (المتدني) وترفع من السقف بما يتناسب مع متطلبات كل عصر، من أجل المصلحة العليا العامة أولاً، ومن ثَم مصلحة الفرد الموظف الذي هو حقاً قاعدة أساسية في المصانع - المعامل - المزارع - الواحات - المستشفيات - دور البناء، المولات.. وغيرها لإعمار الحياة على الأرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.