رامي محمد: محمد رمضان والترند المُحير - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الاثنين، 22 مايو 2023

رامي محمد: محمد رمضان والترند المُحير




رامي محمد *

لا يوجد اختلاف على موهبة الممثل المصري "محمد رمضان"، هذا الرجل الذي أرهق معه الأرقام، وأصبح (نمبر وان) كما يقول في أغنيته الشهيرة، وإن كان لدى البعض ملاحظات على طبيعه الأدوار التي يقوم بها أو الملابس التي يرتديها في حفلاته أو حتى كلمات أغانيه.. اتفقنا أم لم نتفق فقد نجح رمضان في الاستحواذ على عقول الملايين من الشباب، حتى إنهم يرددون أغانيه ويرتدون "التيشرتات" التي طبعت عليها صورته.

إن صعود "رمضان" بتلك السرعة هي ظاهرة تستحق الدراسة، فكيف لشخص مغمور أن يخرج من القاع إلى القمة في فترة وجيزة.

حتى الآن الأمور تبدو جيدة، شاب مكافح يصل للقمة في مجتمع رأسمالي يحجب الظهور عن الكادحين، لكن غير الجيد هو طبيعة الشخصيات التي يقوم بتقديمها، وزيادة نسب العنف المبالغ فيه، لنجد مشاهد متكررة في كافة أفلامه ومسلسلاته حينما يضرب ويسب ويكسّر.. وكل تلك المشاهد تدخل البيوت المصرية والعربية، مما يعطي صورة سلبية عن مجتمعاتنا.. وينذر بظهور جيل جديد قد يخرج عن السيطرة الأسرية، حتى أغانيه فيها من الرقص والملابس المبتذلة ما لا يقبله أحد.

أما لو تحدثت عن الجانب الآخر من حياة "الأسطورة" كما يلقبه البعض فسوف نجد العجب العجاب، بدايةً من مشكلة الطيار الذي فقد وظيفته ثم حياته بعدها، بعد أن تم تصويره مع "رمضان" في كابينه الطيارة.. مروراً بانتقاده للفنان الكوميدي "إسماعيل يس"، وصولاً إلى ظهوره في أكثر من مرة بجانب نقود متناثرة لا يكترث بوجودها.. إلخ.

والغريب هو أنه مازال في القمة، حتى لو لم يبرر أفعاله غير المقبولة، فـ"الترند" دائماً من نصيبه، وهذا ما يجعلني أخشى على المستقبل، لانه لو استمر هؤلاء على القمة فقد نجد أنفسنا أمام مجتمعات بلا قيم أو مبادئ.

هي رسالة مؤسفة وصلت إلى أبناء القاع مفادها أنه لا يشترط تقديم ما يفيد المجتمع حتى تصل إلى القمة.

* كاتب مصري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.