عبدالناصرعليوي العبيدي *
عَيْنَــــــاْكِ لَيْـــلٌ دامسٌ وصــبَاْحُ
وســـهامُ لحظــكِ للهــوى مفتـاحُ
فســكرتُ لا خمــرٌ يُعَاقِر مهجتي
أو مسّــــــني كــأسٌ ولا أقــــداحُ
هي كالطلاســـمِ لا يفكُّ رمـوزَها
إلا خبيــــــــرٌ في الهوى لمّــــاحُ
عُلّقــتُ فيــها مُنْــــذُ أول نظـــرةٍ
فاســـتوطنتْ في الجانبيـن جراحُ
وتحـــرّكتْ بعد الســكونِ زوابـعٌ
وعواصـــفٌ مجنــونةٌ وريــــاحُ
بعد التصحّرِ في ربوعِ مشاعري
عــاد الربيـــعُ وعادت الأفـــراحُ
تســبي وتقتــلُ باللّحــاظ بومضةٍ
ولها جيـــوشٌ بالهـــوى تجتـــاحُ
قذفت عليّ من العيون سهــــامَها
فأصـــابَ قــلبي طـائشٌ جُمَّـــاحُ
ماذا أقولُ و كلُّ جـــزءٍ قــــاتـــلٌ
فالشُفْرُ سيفٌ والرمــوشُ رمــاحُ
وأنا الذي للموتِ يســـعى جـاهداً
فالمـــوتُ في محـــرابِها إفـــلاحُ
ما ظلّ عندي من خيـــارٍ آخـــــر
إِنّي عَشِـــــقْتُكِ وَالْهَوَىْ ذَبّــــــاْحُ
فمتى الركون إلى شواطئِ رملِها
والقــلبُ بعــــدَ عنــائِــه يرتـــاحُ
* شاعر سوري، حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة حلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.