رامي محمد: اللوحة السورية

 

رامي محمد *

ما أروع الدولة الشقيقة سوريا، وعلى قدر جمالها نجد أن بداخلها كل التناقضات، وأمام جمال الطبيعة نجد قبح الدمار، والتاريخ المجيد يقابله الحاضر المؤسف، صراع متواصل بين الماضي الحالم والواقع الأليم.

وبعد مرور سنوات على الأحداث الأليمة سأحاول رسم لوحة تلخص كل ما حدث.
أمسكت الورقة وبدأت أتذكر حادثة تلو الأخرى فوجدت نفسي أرسم ما يلي:
وجه أبيض، رداء أسود، عين لا تتوقف عن البكاء، أنف أحمر، قلب مكلوم، صوت مكتوم، كف به أصابع لا يتحرك منه سوى السبابة لتبتهل بها إلى الله، وكف آخر لا يتحرك منه سوى السبابة أيضاً، ولكن للضغط على الزناد باستمرار، ليل طويل لا ينقشع، برد قارس ينافس الحر في مملكته، صغير يصاب بالشيخوخة فجأة، وآخر يبحث عن دمية امتلأت بالتراب، فتاة تقرر التنازل عن طبيعتها ذاهبة بلا خجل لمقارعة الرجال، بطون خاوية، قوارب مكتظة، كابوس مفزع، حلم مستحيل، منزل مهجور، مستقبل مجهول، كرسي فاخر يجلس عليه شخص.



* كاتب مصري