رامي محمد: اعترافات إبليس

 

رامي محمد *

تخيلت يوماً أنه إذا ما قرر الشيطان أن يكتب مذكراته ماذا سيقول فيها؟ كان سيقول بكل غرور أنا مقتنع تماماً بوجود رب العالمين، وقد كنت أكبر المخلصين له سبحانه وتعالى، ولكن... سيسكت قليلاً ثم يظهر عليه الغضب ليقول: ولكنكم أنتم البشر منذ ظهوركم قد أفسدتم كل شيء، وجعلتموني أرفض أمر الله للمرة الأولى، فقد رفضت السجود لآدم لانني خلقت من نار وهو خلق من طين، فكيف تسجد النار للطين؟

وربما يتابع: أنا الجدير بالسجود لي وأنا أفضل من آدم وذريتي أفضل من ذريته، وسوف لن نترككم إلا وقد أغويناكم جميعاً، ولن ينجو منكم إلا من اختاره الله تعالى، ثم سيقول بحسرة: لذا سوف يكون بيننا الحرب إلى آخر نفس يخرج مني، ويبدو أنه تذكر نهاية الرحلة ومصيره فى الأخرة، ويتابع قائلاً: انتظروني في الجحيم أيها الحمقى! هل تريدون أن تعرفوا لماذا أنتم حمقى؟

حسناً سأخبركم، على الرغم من التحذيرات التي يقولها الله تعالى لكم، فأنتم مازلتم تتبعوني، فقط لأنكم حمقى، أنا ليس لي عليكم من سلطان وإن كيدي لضعيف لو تعلمون، وسأعطيكم أمثلة كثيرة تظهر مدى حماقتكم، كيف تعبدون الأصنام والحيوانات التي لا تنفع ولا تضر، ومن فرط الحماقة أن بعضكم يعبدني أنا شخصياً! وكيف تسرقون أقوات غيركم؟ وكيف تستبيحون أعراض النساء من تحرش ونظرات محرمة؟ وكيف تقتلون بعضكم البعض؟ وكيف وكيف وكيف؟...

مئات الأمثلة التى ليس لها مبرر سوى أنكم حمقى تتبعون من سيلقي بكم إلى الجحيم.
وفي النهاية سنتقابل جميعاً في النار، ولن أستمع إلى سبابكم لي ولعنكم، وسوف أُلقي عليكم خطبة من على منبر من نار، سوفأاتبرأ منكم ومن حماقتكم أيها الأغبياء، فأنا لن أنقذكم ولن تنقذوني من العذاب، وفى النهاية مصيرنا هو الخلود في النار.

* كاتب مصري