غازي عبدالرحمن الحَجَّو *
يا قاطعاً بالحقدِ
أثداءَ السنابلْ
يا حارقاً بأوامر الجلادِ
أحلامَ المناجلْ
روَّعْتَ أسرابَ القطَا
ودفنْتَ أحلامَ الطفولةِ
والأغانِي
وقتلتَ صبحَ العيدِ
غدراً
وعلى المَلا
مزَّقْتَ
فستانَ الأمانِي
أ تظنُّ أنْ في ليلِكَ الدامِي
أُهَادِنُ أو أجاملْ؟
سأظلُ
رغمَ الموتِ
مثلَ الشمسِ
مثلَ الماءِ
مثلَ الريحِ
مثلَ النخلِ
مزروعاً أقاتلْ
صلَّيتُ فوقَ الجمرِ
كي يبقى الهوى
ضوعاً
لأطرافِ الجدائلْ
ودفنتُ نفسِي
كي أعيشَ
بِشارةً
تاقتْ لهَا
كلُّ الثكالَى
والأراملْ
هذا السوادُ
على المدَى
اكتحلتْ بهِ
عينُ الترابْ
وتوشَّحتْهُ عباءةً
أكتافُ أوديةِ الجزيرةِ
والهضابْ
وتلفَّعتْهُ تلالُهَا
وسهولُهَا
فغدتْ يبابْ
سيكونُ نيروزاً
لأشرعةِ الأقَاحي
ويكونُ قنديلاً
لآياتِ الإيابْ
أ تظنُّ أنْ تظمَا
الزنابقُ في بلادي؟
أ تظنُّ أنْ آوِيكَ
يا رجسَ الأعادِي؟
لا لن يموتَ القمحُ
لن تَفْنَى المناجلْ
لا لن يتوهَ الماءُ
عن مجرَى الجداولْ
سأظلُ مثل الشمسِ
مثل الماءِ
مثل الريحِ
مثل النخلِ
يا وطني أناضلْ
والغيمةَ الحُبْلى
سيجمعُهَا الهوى
بِدمِي ليغتسلَ الثَّرَى
كي ينجبَ الصُّوَّانُ
من رَحِمِ القَوافِي
كي تزهرَ الوديانُ
كي تَلِدَ السنابلْ
وتكونَ آلافُ القُرَى
حُضْنًا لآلافِ البَيَادِرْ
* شاعر وكاتب سوري، الرقة، الجرنية، قرية حلاوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.