أحمد رشاد *
كي ينامَ الوجدُ حين يَحْدُوهُ الهجيرُ
لَمْ يَكُنْ في البيتِ قديسٌ يُصلي
لا فتاةُ تَمْسَحُ بوحَ المرايا
حين يبَكْي الكحلُ والسورُ العتيقُ
لم يكن للسورِ بابٌ كي نفوت
ويمرُّ الوقتُ و الشيخُ الجليلُ
لم يكن للوقتِ شيخٌ أو دليل
لم يَكُنْ في باحَةِ الدارِ انتصارٌ
كانت الريحُ تنوحُ مثل أمٍّ
ودّعت كلّ الجهاتِ.. ثم غَطَّتْ في تراتيلِ الدعاءِ
لم تكن تلك الخوابي تعرفُ طعمَ النساءِ
ظلّتِ الشمسَ تُخيطُ شمعةً شقراءَ في تيهِ الفناءِ
قَدْ تَقدُّ الضوءَ قنديلاً يتيماً.. وسريراً يتِشهّی النوم في كفِ الفناء
لم يَكُن في الدار بئرٌ أو سرابٌ ينثر بعضَ الآمان
لا تُجادلْ في ظنونِ الأتقياءِ
نامتِ الأغصانُ تبكي
قطرةَ الشوقِ الدفين
هذهِ الغدرانُ عنوانُ الشقاءِ
لم يَعُدْ فيها صفاءٌ
هل رأيتَ الوجدَ أضناهُا اشتهاءً
فأناختْ جمرَ أحلامِ الصبايا
صارتِ الاحلامُ قصراً من رمالٍ
حين جرَّتْ من خيوطِ الصبحِ خبزاً
لينامُ الكلُّ فوق أشلاء الرغيفِ
يا رغيفاً قد أضاعَ اليوم عنوانَ الجياعِ
يومها كان الولاةُ كالبلاء
سيدُ القصرِ غُلامٌ باعَ أحلامَ البلادِ
والغمامُ يطوي أطرافَ الخريفِ
لا تسل عنها بلادي
قد أناختْ في هجير النائباتِ
كُلَّ ركبٍ يشتهيها
هل رأيتَ الظلَ في عرسِ الضياء؟
سيسوقُ النهرُ حناءَ العذاری
والحياری
والسكاری
أين أخفيتَ الغياری؟
لم يَكُن في البيتِ ظلٌ.. لا وحتی رجال
* شاعر سوري من الرقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.