سرمد الناصر: في ذكرى رحيل العجيلي - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الاثنين، 7 أبريل 2025

سرمد الناصر: في ذكرى رحيل العجيلي

 




سرمد الناصر *

"أعطني ليل الرقة، وأعطيك نساء دمشق".. لربما هذا ما قصده الشاعر نزار قباني للأديب الدكتور عبدالسلام العجيلي، خلال زيارته اليتيمة لمحافظة الرقة، في ربيع العام 1979.
وبحسب ما أكّده لنا صديق الصفحة، الشاعر الأستاذ عبدالكريم الجوهر، فقد قال العجيلي - رحمه الله - للراحل نزار قباني: "ما أجمل نساء بيروت!"
فردّ نزار: "أعطني ليل الرقة، وخذ ما تشاء من بيروت".

لقد رحل نزار قباني، ورحل عبدالسلام العجيلي.. وفقد ليل الرقة عذريته، وشاخت نساء دمشق وبيروت.
وما أهداه الراحلان لبعضهما لم يكن مجرد كلمات ودواوين أدبية، بل كان "قلوب على الأسلاك"، وفضاء الروح بينهما لم يكن كواكب وأفلاكاً فحسب.
حين غدت جوهرة الفرات "حافية القدمين" على رصيف "العذراء السمراء" لم تعد تلك "المستبدة" سوى "مجهولة على الطريق".. "الليالي والنجوم" الحالمة في سماها كانت "باسمة بين الدموع" تنتظر من الأمل إيماءة بريق. 

لكن الفرح أصبح أشدّ إيلاماً من "هوامش على دفتر النكسة"، تؤطره "أزاهير تشرين المدماة"، فبكت لأجله "أبجدية الياسمين" و"بلقيس"، وانطفأت بانكسارها "قناديل إشبيلية"..

حين رثيتُ الديار بحبر نبضي ذات مساء، "قالت لي السمراء" إننا بتنا جرحاً في "كل واد عصا"، وإن الرقة ودمشق هما مزيج من "الحب لا يقف على الضوء الأحمر".

القصائد بغيابهما ليست سوى "حفنة من الذكريات" و"قصائد متوحشة"، هناك، بين الأزقة والمقابر، ومنفاي أوسع من "خواطر مسافر".. وما "الرسم بالكلمات" على صباكِ، يا فرات، ليس فقط "محطات من الحياة"، بل هو النبض، حين ساقه القدر، ولمّ شتات ترابه محراباً وصلاة.

لن نمضي خارج أعتاب الوطن، وسلوانا "أشعار مجنونة".. ولن نقتفي أثر الموت برماح القتل المسنونة، ولا نعانق ضلال الجحيم بأبصار شاخصة نحو حائط منحوت.

سندفن الوجع في أرواح من غيّبهم "السيف والتابوت"، فزدني عشقاً يا فرات كبردى،
وزيدي الأماني يا داري، "هل تسمعين" صهيل أحزاني؟
* * * * *
- في ذكرى رحيل الدكتور 
عبدالسلام العجيلي 5 /4 /2006 
- الدواوين والإصدارات لكلا الراحِلين.. وكان لا بدّ منا أن نعرج على تلك الزيارة بمشاهد مكتوبة من خلال قراءة نقدية متأنية..

* كاتب وشاعر سوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.