علي الكدرو، قصة ساخرة: ترامبيات - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الاثنين، 7 أبريل 2025

علي الكدرو، قصة ساخرة: ترامبيات

صورة متخيلة لترامب وهو يصرخ بوجه الحاج مسعود


علي الكدرو *

خطر لي وأنا أتفرج على نشرات الأخبار أن أبحث عن قواسم مشتركة فيما بين (ملاسنة) المنطقة في السبعينات وبين هذا التزاحم المحموم على أبواب التكايا الترامبية، وأتساءل: هل بمقدور الشيخ ترامب ان يرقيهم عن مس الجان المجوسي أم إن هذا الأخير يتلبسهم ولا فكاك منه إلاّ بدق رأس العفريت الأحمر.

على كلٍ، حتى لا أضيعكم وأضيع معكم بخرط لا طائل منه سأعود بكم الى رباط حكايتنا الاساسية.

جرت العادة أن يطلق أهل منطقتنا وصفاً على زيد من الناس بأنه (ملسن) والجمع منه تجاوزاً (ملاسنة)، وغالباً ما كانوا يقولون عنهم (دايرين بلاد وماچلين عياد) وهذا اعتراف ضمني بتفوقهم واستهجان مبطن لخبراتهم ومهاراتهم التي جعلت منهم أناساً لديهم القدرة على توليد الحق من الباطل، والباطل من الحق متى شاؤوا، حتى وإن كانت الولادات معسرة، وهؤلاء علا شأنهم وذاع صيتهم في سبعينيات القرن الماضي في ظل التقلبات السياسية والاقتصادية في البلاد.

وقد ساعدهم على ذلك رفعهم للشعار القائل (اخرب بيتك وبيض وجهك).. مقابل الشعارات القومية التي لا تغني ولا تسمن، إضافة الى انتقائهم لبعض من الإكسسوارات المدنية يتقدمها حسن الهندام، وهذا كان له الدور الاكبر بإغراء عيون المسؤولين آنذاك.

وكان من بين هؤلاء الملاسنة الحاج مسعود الذي استعذب الملافظ الأنيقة مع حلاوة الحديث وطراوته من معاشرته للتجار الحلبيين، وخاصة من شريكه (العسّاني) الذي يعدها قيمة مضافة لرأسماله الذي يحمله لشراء مواسم الصوف والجبن والسمن.

وذات يوم اشتكت القرية على هذا الملسن بسبب تعديه على تخوم الأراضي وفلاحتها، ولم يكن يعلم أن القاضي الذي يشد به أزره قد تغيّر، وأن قاضياً جديداً - يزين بدون بلاله - حلّ مكانه، وعندما مثل هذا الملسن بين يديه قال له:
- ياحضرة القاضي، حضرتكم مستدعية حضرتي، عجب حضرتكم شتريد من حضرتي؟
رفع القاضي نظارته السميكة وهو يعاين نمرة هذه الفردة، ثم قال:
- أكيد حضرتي مو مشتاقة حتى تشوف حضرتك، بس على ما أظن أن حضرتي بدها تخرى على حضرتك.

وهنا لا بد من سؤال:

- هل كل الملاسنة الجدد سيفعل بهم ترامب كما فعل القاضي بالحاج مسعود الملسن؟

* كاتب سوري ساخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.