محمد عوض الجشي
أبوصطيف: إيه أبو العبد.. أراك مستاء.. ضجراً.. يا أخي المحاضرة كانت بديعة.. أليس كذلك؟
أبوالعبد: هه هه.. يبدو أن النٌعاس قد أوشك على جفنيك وأطاح عينيك.
أبوصطيف: أنت على حق.. قد سهت عيني ورحت في غفوة.. أظن هذا من حسن الحظ.
أبوالعبد: في جعبتي . الكثير الكثير. هل تسمح لي ان أجود ما يملي علي ضميري عن المحاضرة . يا حجي..
أبوصطيف: نعم.. قل لي بربك.. كيف كانت المحاضرة حسب رأيك؟ يبدو أنها بديعة!
أبوالعبد: يا أخي.. لا تحرجنا.. دعنا من (بديعة وسميعة)، وأيضاً (دع عنك الخزعبلات) وابتعد عنها..
أبوصطيف: يبدو أن (الغفوة) التي اجتاحتني.. فيها وما فيها.
أبوالعبد: أجل.. صح ما قلت.. كوني اعرفك على العموم، فأنا لا أعمم.. فقط أضع الحروف على النقاط.. عفواً.. النقاط على الحروف.
أبوصطيف: حسناً.. هيا هيا.. احكِ لنا يا شهريار.. ودعنا من الفذلكة، فقد طلع علينا النهار.
أبوالعبد: أحدهم يقدم الضيوف على المِنبر.. غار في السرد.. واسترسل في الخِطب، وبدا الوحيد في الميدان.
أبوصطيف: والجمهور ينتظر وينتظر.. وكأن الصبح لم يسفر.
أبوالعبد: هذا ناهيك.. إن تنطح أحد الضيوف أثناء المحاضرة في سؤال بريء عام.. سرعان ما يلجمه...
أبوصطيف: هذا لا يصح أبداً.. وبعيداً عن عرف السجال الأدبي والندوات الثقافية.
أبوالعبد: ومما زاد الطين بِلة.. أن هذا الصنيع ساد سِمات المحاضرة.. مقاطعة إثر مقاطعة من قبل المقدم دون تماس للمشاعر.
أبوصطيف: احمد الله يا حجي أن (الغفوة) قد ساورتني واجتاحت مخيلتي.
أبوالعبد: هه.. ماذا كنت ستفعل؟ لا شيء.. وأظن ستطبق عينيك من جديد.. وربما يصادقك (الشخير).
أبوصطيف: هذا مما كان.. وقد كان.. (الشخير في تلك الحالة أسمى من (النفير).
أبوالعبد: ماذا تقصد بالنفير؟ نعم قد أصبت كبد الحقيقة.. ليت ما حدث معك وقع عليّ..(شخير- شخير) جله... (خير وفير).. وربما أنفر بعيداً بعيداً.
أبوصطيف: هذا يعني.. يا صاحبي أنك في المرات المقبلة ستعزف سمفونية (الشخير) أفضل من المناكفة وتوابعها.
أبوالعبد: نعم.. حقاً ما قلت.. سأدع ما يريبني إلى ما لا يريبني..
أبوصطيف: صدق المبعوث الأمين محمد صلى الله عليه وسلم (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).
أبوالعبد: على العموم.. إدارة المحاضرات والندوات فن ذوق – عِلم - خبرة – دماثة - شغف.. الضيف والضيوف في العيون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.