![]() |
إسماعيل كدي الخلف |
غازي عبد الرحمن الحجَّو *
تنثال الصور وتتداخل الأفكار بين الأماكن والأشخاص عند ذكر بعضها، فما إن تتحدث
![]() |
غازي عبدالرحمن الحجو |
شاعرنا بألفاظه وصوره ومفرداته نسل فراتي بامتياز رقيق، يمتلك ناصية الحرف.. يطوِّع الكلمة بعفوية صادقة وفطرة طبيعية، يمتاز بجزالة الكلمة وعمق المعنى، وبالعودة إلى القصيدة "تعال نبوگ من عب الوكت ساعة"، فالدفقة الأولى لهذه القصيدة بهذه الإيقاعية العذبة هي بحد ذاتها قصيدة متكاملة، فمن أزمة الوقت وأزمة المكان وأزمة العادات والتقاليد الصارمة يفرض الشوق نفسه لسرقة شهقة من الوقت المحفوف بكل الأزمات التي ذكرت، فجاءت كلمة (عب) دلالة على الأهمية في ظل هذه التزاحمات و"العب" في اللهجة الفراتية كما هو معروف ما يداريه لباس الصدر فوق المحزم.. ثم تسترسل ريشة الشاعر بالرسم الجاذب، لتسحرك بموسيقاها الظاهرة والخفية، وكأنك تتنفس الشعر بتراتيل القطا، وقد ورد الفرات بمائه الرقراق:
تواعدنا وجينا مشتاگين
مثل رف الگطا بين التلاع مرباعه
وفي حالة من الخيال الضارب العمق تجدُ نفسك أمام لوحة مزدحمة بالجمال ومتكاملة في عناصر الرسم الجاذبة: تضج بألوان الأنوثة الفياضة، وبرغم ذلك الحذر جاءت الإزاحة الرمزية أقوى من التبذل:
على أول غصن. كبرن الحرفين
تذكر چانن زغيرات
وگلتلي حروفي، مطواعة
وفي الوقت ذاته تتجلى صور البراءة والعفة التي رسمها الشاعر لتعكس صور العشق المنضبط الذي لا يتجاوز الضحة والبسمة، برغم لواعج الوجد التي تتقد للوصال لكنها بحكم الواقع محزومة، وقد ظهرت مؤشرات التوق على استحياء باحمرار الخدود والعض على الشفتين، لتدل على استحالة الوصول على الرغم من اكتضاض الشاطئ بدغر الصفاف والطرفا، فالمكان آمن ومستور، لكن نبل الخلق أقوى وأعم:
وعلى چتفي
وعلى چتفي
انهدل زلفچ
وتدرين النفس طماعة
وبعداد البحص ضحكات..
وبعداد البحص ضحكات..
ورسمنا گلوب عالگاعة
وعلى الرملة ركضنا نسابج الموجات..
وتركنا اجدام طباعة
غازلتچ شعر واحمرن خدودچ الحلوات..
غازلتچ شعر واحمرن خدودچ الحلوات..
وعضيتي على شفتچ..
يام عيون دماعة
وحيث إن الشاعر هو ابن بيئته، يعيش فيها وتعيش في ذهنه وعواطفه، فتثير ملكته الشعرية كاشفًا حالته النفسية، وما يعتريها من انفعالات وإرهاصات.. ظهرت المفردات من واقع البيئة التي يعيشها الشاعر (الطرفا الغرب الشوح الغربي...) وقد وظفت في جو من العتاب تارة والرضى تارة أخرى كعادة العشاق في تلاق كهذا:
تزاعلنا وتراضينا..
ومن غصن لغصن حاير ينگز العصفور..
ونجيلة تلاشي نعناعة
ياريحة الطرفة والغرب والشوح
ياريحة الطرفة والغرب والشوح
ونسمات الغربي ذعذاعة
وفي لحظة شرود يتيقظ شاعرنا ليلقي بجمالات التيه التي تنتابه على تسابيح نهر حبه، وكأنه يركن إلى حيث تشاء تقلبات الموج ليجاريها بين شد وجذب ليتلذذ بمتعة العناد، ويهنا بحلاوة الرضى والقبول:
مشغول النهر بمسباحه
وفي لحظة شرود يتيقظ شاعرنا ليلقي بجمالات التيه التي تنتابه على تسابيح نهر حبه، وكأنه يركن إلى حيث تشاء تقلبات الموج ليجاريها بين شد وجذب ليتلذذ بمتعة العناد، ويهنا بحلاوة الرضى والقبول:
مشغول النهر بمسباحه
يعد الموج نوبة
يعاند الشاحوف ونوبة الموجة منصاعة
وهكذا مضينا بتحفة شاعرنا الذي أبدع في تصوير هذا المشهد الشعوري الفاتن ليعكس صدىً صادقاً عميقاً لانطباعات النفس بانفعالات فيها رمزية الإخلاص في صلوات العشق، ورمزية الحياة وتورقها واخضرارها وتفرعها وتواصل تدفق نسغها لقلب لن يكون إلا عاشقاً لفراته وثراه على امتداد مساحة الوطن..
وهكذا مضينا بتحفة شاعرنا الذي أبدع في تصوير هذا المشهد الشعوري الفاتن ليعكس صدىً صادقاً عميقاً لانطباعات النفس بانفعالات فيها رمزية الإخلاص في صلوات العشق، ورمزية الحياة وتورقها واخضرارها وتفرعها وتواصل تدفق نسغها لقلب لن يكون إلا عاشقاً لفراته وثراه على امتداد مساحة الوطن..
يذكر أن الشاعر اسماعيل كدي الخلف من شعراء محافظة الرقة المبدعين، ولديه العديد من الأعمال والمشاركات الأدبية.. وهاكم القصيدة بلوحتها المتكاملة:
تعال نبوگ من عب الوكت ساعة
عالشاطي دغر صفصاف من سنتين
اني تارك وداعه
على اول غصن. كبرن الحرفين
تذكر چانن زغيرات
وگلتلي حروفي، مطواعة
تواعدنا وجينا مشتاگين
مثل رف الگطا بين التلاع مرباعه
وعلى چتفي، انهدل زلفچ
وتدرين النفس طماعة.
وبعداد البحص ضحكات. ورسمنا گلوب عالگاعة.
وعلى الرمله ركضنا نسابج الموجات
وتركنا اجدام طباعة
غازلتچ شعر واحمرن خدودچ الحلوات.
وعضيتي على شفتچ . يام عيون دماعة.
تزاعلنا وتراضينا.
ومن غصن لغصن حاير ينگز العصفور.
ونجيلة تلاشي نعناعة.
ياريحة الطرفة والغرب والشوح ونسمات الغربي ذعذاعة
مشغول النهر بمسباحه يعد الموج
نوبة يعاند الشاحوف ونوبة الموجة منصاعة
* كاتب وشاعر سوري
تعال نبوگ من عب الوكت ساعة
عالشاطي دغر صفصاف من سنتين
اني تارك وداعه
على اول غصن. كبرن الحرفين
تذكر چانن زغيرات
وگلتلي حروفي، مطواعة
تواعدنا وجينا مشتاگين
مثل رف الگطا بين التلاع مرباعه
وعلى چتفي، انهدل زلفچ
وتدرين النفس طماعة.
وبعداد البحص ضحكات. ورسمنا گلوب عالگاعة.
وعلى الرمله ركضنا نسابج الموجات
وتركنا اجدام طباعة
غازلتچ شعر واحمرن خدودچ الحلوات.
وعضيتي على شفتچ . يام عيون دماعة.
تزاعلنا وتراضينا.
ومن غصن لغصن حاير ينگز العصفور.
ونجيلة تلاشي نعناعة.
ياريحة الطرفة والغرب والشوح ونسمات الغربي ذعذاعة
مشغول النهر بمسباحه يعد الموج
نوبة يعاند الشاحوف ونوبة الموجة منصاعة
* كاتب وشاعر سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.