أحمد رشاد: هذيان علی أبواب الامتحان - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الأربعاء، 4 يونيو 2025

أحمد رشاد: هذيان علی أبواب الامتحان


 



أحمد رشاد *

هذيان علی أبواب الامتحان ذاكرةٌ من ورقٍ، أحلام من طين، صبر يفوق صبر جمل عبدالرزاق عبدالواحد ......................... 

جَمَعَ صَبْرَهْ في صفحةٍ واحدةٍ وغابةٍ من الأوهام، وكتبَ علی غيمةٍ عابرةٍ غداً امتحان، في الامتحان يُكرم الطالب أو يُهان، شطب كلمة يُكرم بالأحمر وترك لكم حرية اختيار ما يناسب الحال. 

في بلاد الجمرِ والسنتافيه والمعابر.. كُل امتحانٍ هو رحلة هوان، هكذا ظل يظن، برغم محاولته استبعاد أفكار المشككين . فهل سياتي الغدُ، وتتضحُ الصورة ويُعْرفُ من هو الأعورُ ومن هو الدجالُ؟َ 

راح يرسمُ دوائره المفضلةَ في الهواء، ويلعن الساسة وبائعي الوعود وكبير المفاوضين، والمكثفات، وحبل الغسيل وبطاقة الامتحان وأشياء أخری قالها وابتسم. عيناه تقتاتان الظلمة وقطعة الصبر وتوقيعِ صاحبِ السلطانِ والسروالِ وتُجّار سوق الأعلافِ يرتبون أمسهم كي لا تضيع صفقة الغد. 

سربٌ من الأحلام يرازدهُ، يصفعه مرتين، ثم يسألُ ببلادة هل سيفكون بوابة السور؟ هل ستتوقف رحلة الركض خلف ملهي الرعيان؟ قبضَ علی عُنِقِ قَلمَهُ وتركََ المبراةَ تأكلُ ما تشاء من الرؤوس المحشوة بالغباء. 

لم يعد للممحاةِ دور في الحوار.. دفاتره المتعبةُ تنتظر لحظة الخلاصِ كي تغفو علی الطاولة، أو تنامَ في حضنِ الحقيبةِ التي ضاعتْ في زحمةِ القرارات.. كتابُ التاريخِ يُمَزِّقُ كلَّ المعاهداتِ المكتوبةِ بالهزائمِ والأكاذيبِ.. هذه الجغرافية يكتسح طقسها التشويه، ومازالت تضاريسها غير مستقرة وغيومٌ عابرةٌ. 

الخريطةُ التي أدمن رسمها علی ذراعه تنامُ ولا تصحو. قرَّر أنْ يغشَّها في الامتحانِ برغمَ إيمانه أنّها مزورةٌ والحدودُ التي أمامه غير تلك التي أكدّ عليها المعلم الخائب. أما زميله مازالَ يردِّدُ يا عروسِ المجدِ، ويقضمُ كُل حينٍ قطعةً من الإنستا. ويحتسي قهوته عبر الواتساب كي لا يفقد ذاكرته. 

سيصلُ والمخرزُ مازال مغروزاً هناك. نكزه جاره بالمقعد: "اگُعد وصلنا معدان".

* كاتب وشاعر سوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.