رامي محمد: ضعيف الشخصية.. ميت على قيد الحياة - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الثلاثاء، 29 يوليو 2025

رامي محمد: ضعيف الشخصية.. ميت على قيد الحياة

 


رامي محمد *

الحياة رحلة قصيرة لا يوجد بها الكثير من الفرص، إما أن تظفر بها أو تضيع منك ويصبح الندم هو حالك. ومنذ الصغر يبدأ الانسان في التعلم من خلال ما يمر به من مؤثرات خارجية وتوجيهات أسرية، اختلاطه بالبيئة المحيطة.. فتتكون شخصيته، وسوف يكون سيئ الحظ فعلاً إذا كانت تلك الجوانب سلبية أكثر من كونها غير ذلك، فبرغم انتشار التكنولوجيا والإنترنت وظهور طرق مختلفة للتربية الإيجابية إلا أننا نجد بعض الأشخاص فاقدة للشخصية، أي إنها لا تستطيع فعل المناسب والمطلوب منها، أشخاص لا تعرف هدفاً للحياة، ولا تستطيع أن تختار بمفردها أي شيء.

وهنا يجد الانتهازيون فرصة لينقضوا على فريستهم المترددة، وإما ان يأخذ مكانك في وظيفة ليس لأنه أفضل منك، بل لأنه يعرف ماذا يقول ومتى، كما أنه ماهر في إبراز مميزاته وإخفاء عيوبه، أو يقع في زيجة ليست من اختياره، ولكنها من اختيار الأهل ليظل تعيساً طيلة حياته، فهو شخص مستباح من الجميع لأنه غير قادر على إدارة أموره، فتجده دائماً في الظل متراجعاً خطوات للخلف، تاركاً المجال للمبادرين ومن يُحسنون التصرف، أما هو فلا حول له ولا قوة.. هو فقط غارق في عالم آخر، هو عالم الندم والتحسر على ما فاته من اختيارات، أو على ما لم يستطع قوله في مواقف معينة شعر وقتها بالإهانة ولم يستطع النطق بكلمة تحفظ ماء وجهه، فنيران الألم تعتصر قلبه، والندم صار قرينه، ولوم نفسه هو عادة شبه يومية، فهذا شخص لا يعرف الراحة.. فلا هو في عداد الأحياء ولا نال لقب متوفى.

والعلاج هو أشبه بازالة ورم خبيث من الجسم، وكلما نجح في إزالته في البداية كان أفضل، لذا وجب على المتخصصين بالتربية أن يقوّموا أبناءهم لتحسين شخصيتهم، وتنمية قدراتهم على الاختيار الأمثل بين البدائل، وعدم استخدام العنف في التربية حتى لا يصيروا ضعفاء في المستقبل، ومنح الأبناء حرية في التجربة والخطأ للتعلم منه، وإلقاء النصائح في هدوء لكي يستفيدوا أقصى استفادة، وذلك حتى يستطيعوا عيش حياة طبيعية بدلاً من أن يكونوا شركاء للندم.

* كاتب مصري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.