مازن العليوي: سوريا الجديدة.. التفاؤل والتسامح طريقنا إلى الحرية والبناء - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الخميس، 23 أكتوبر 2025

مازن العليوي: سوريا الجديدة.. التفاؤل والتسامح طريقنا إلى الحرية والبناء

 


 مازن العليوي *


كلما أردت الحديث في شأن سوريتنا الحالي أصطدم بكمّ هائل من الأخبار الملفقة التي يصدقها البعض ويروجون لها.. وأصطدم بكمّ هائل من الكراهية المتبادلة بين كثير من الناس.. فأنكفئ، وأتمنى تغيير الحال.

سوريا الجديدة تحتاج تنقية النفوس كي تبني غدها بأمان.. وفي زمن التحوّل والحرية الذي نعيشه اليوم، يصبح التفاؤل بما هو مقبل ضرورة أخلاقية ووطنية قبل أن يكون شعوراً ذاتياً. فالأمم التي تنهض من الأوجاع وتنطلق من تحت الصفر وتحمل في انطلاقتها ركام الألم لا تبنى بالحقد، بل بالأمل، وبروح التسامح التي تُعيد للإنسان السوري ثقته بذاته وبوطنه. إنّ التركيز على معيار التسامح، ونبذ الكراهية، هو الطريق الوحيد لترميم النسيج الاجتماعي الذي مزّقته سنوات الصراع والانقسام، ولبناء وطنٍ يسع الجميع من دون إقصاء أو انتقام.

علينا أن نتذكر أن مرحلة الحرية لا تكتمل إلا حين تتحرر القلوب من الأحقاد القديمة، وحين يتحول الاختلاف إلى مصدر غنى لا إلى سبب للفرقة. فالمستقبل المشرق الذي نحلم به لا يمكن أن يولد في بيئة الحقد، بل في بيئة العدالة والتفاهم والمصارحة.

وفي هذا السياق، فإن أي أخطاء تُرتكب في مسار الحكومة الجديدة يجب ألا تكون سبباً للانقسام أو التثبيط، بل دافعاً للمساندة والنقد البنّاء. فالحكومة التي خلصت السوريين من نظام القمع والظلم تستحق الدعم من أجل التصحيح والإصلاح، لا الهدم والاتهام. النقد الواعي والمساندة الصادقة هما جناحا البناء الحقيقي، وهما ما يميز المواطن المسؤول عن المتفرّج الغاضب.

كما أن صفحة المستقبل لا تكتمل دون احتواء كل من لم تتلطخ يداه بالدم أو الفساد من أبناء المرحلة السابقة.. فالمجرم يحاكم بالقانون والفاسد يحاسب بالقانون.

الوطن بحاجة إلى أبنائه كلهم، والخبرة لا تُلغى بالانتماء السابق مادامت النية صادقة والرغبة في الإصلاح حقيقية.

إنّ سوريا الجديدة تحتاج إلى عقلٍ متسامح، وقلبٍ كبير، ورؤية تتجاوز الماضي إلى الغد. بالتفاؤل والتسامح، لا بالانتقام والكراهية، يمكننا أن نكتب فصلاً جديداً من تاريخٍ سوريٍّ نقيٍّ، يليق بتضحيات أبنائه ويصون كرامة الجميع في زمن الحرية.

* كاتب شاعر سوري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.