غازي عبدالرحمن الحَجَّـو *
في رثاء منارات العلم في كليات جامعة الحسكة
يبكي الفــــــراتُ وفي الخَـــابُور أَنَّاتُ
ونبضُ دجلةَ حَسْــــــرَاتٌ وآهــــــاتُ
تَمَنَّعَ الحــــــرفُ فالدمعَاتُ تســــــبقُهُ
ماذا أقــــــول إذا في القولِ مأســــــاةُ
قد غيَّبَ المــــــوتُ قاماتٍ بها أمـــــلٌ
يا موطنَ الحــــزن... كم فاتتك قاماتُ
يا موطنَ الحزنِ... يا سهلي و يا جبلي
هل نمسحُ الدمعَ هل تُطوى المسافاتُ؟
هذا العــــــزاء بأن الجــــــرح وحَّدنا
هل نمسحُ الدمعَ هل تُطوى المسافاتُ؟
هذا العــــــزاء بأن الجــــــرح وحَّدنا
نحو التســــــامحِ لم تثنيــــــك ثاراتُ
قد أَذْهَلَتْــــــنَا خطوبُ الدهــرِ، تَتْبَعُنَا
ذاقتْ أذاها مفـــــازاتٌ وســــــاحاتُ
اشــــــدد إزارَك نحو الغيمِ ، يُمـطره
ملحُ التـــراب، تخضِّلْهُ المَســــــرَّاتُ
فظلمة الليــــــل مهمــــا اشتد كاهلها
في شــــــدةِ الكَربِ تفترُّ البـــــداياتُ
يا وجهــــــةَ الموتِ كفِّي عن سنابلنَا
طال الشتــــــاء، فخــلِّ النشءَ يقتاتُ
خلِّ الطفــــــولة أعشاشــــــاً وداليــةً
في أوَّل الصــــــبح أفراحٌ وأصواتُ
للتوِّ لاحتْ بأرض الشــــــامِ بارقـــةٌ
علَّ النبوءةَ تتــــــلوها فتــــــــوحاتُ
لن يفرطَ العقــــــدُ في أرض مباركةٍ
وجْهُ الحقيــــــقة تجــــلوه المروءاتُ
يا ســــــيفَ جلَّقَ كأسُ التَّوقِ مترعةٌ
نحو الجــــــزيرة في لقياكَ غايـــاتُ
أمطرْ ســــــلاماُ ولا ترمِ بلائمــــــةٍ
فالعــــــابرون من الظلَّام كم فـــاتوا
لو تاه ســــرب القطا فاجعل لهُ سكناً
بين النوارس ذاك الحـلم مرســــــاةُ
مشــاعلُ النور يبقى علمُكم أثــــــراً
مشــــــكاةُ هديٍ لنا حــــــرزٌ وآياتُ
فالشــــــام قد أصبحت ثكلى تودعكم
كلُّ البيوت بها صــــــمتٌ ومأســـاةُ
كلٌّ ســيفنى ويمضي العمرُ لا عجباً
مهما بَقيــــــنا كأن العمرَ ســـاعاتُ
طوبى لنـــــفسٍ بتقوى الله قد شُغلتْ
يوم التَّقاضِي لها في العـــــلمِ منجاةُ
* شاعر سوري، عضو اتحاد الكتاب العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.