نوزاد جعدان، قصيدة: مرثية مسبقة الصنع - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الخميس، 20 نوفمبر 2025

نوزاد جعدان، قصيدة: مرثية مسبقة الصنع

 

عمار كردية (يمين) ونزوزاد جعدان (وسط)


نوزاد جعدان *


إلى عمار كردية في سلامه الأخير دون أن يلوّح

وكي لا تشتهي أفخاذ الحزن
تُلبسه ثوباً فضفاضاً
وكي تسخر من جلود الأفاعي المكوية حولنا
تقول إن النجوم لا تتغير
ولكن كل ما في الأمر أن الطقس سيئ
وكي نتحاشى أصحاب الادعاءات العالية
تقول: لسنا طوال القامة لكننا فرحين
لا ننتعل كعوباً ترهق أقدامنا
ولا نلفها بخرق قديمة تشبه العمائم المنتشرة أخيراً..
ولأننا ظلّان يعانيان السمنة
كنّا نغار من الأشجار
ونحوّلها إلى ورق أو خرائط
مع ذلك كنّا ضائعين دائماً..

***

كنا نبلع فمنا كي لا نبوح باسمها
نعزي أنفسنا بصلاة بالرموش
ما عاد صوت مفتاح الوطن يُخيف
لذا لا حاجة لنا كي نوضب ألعابنا بسرعة
ولا ننظم كل تلك الفوضى من حولنا
الآن نصرخ: لم يكن هذا الصباح الذي أردناه
أردانا عند أول ظل ارتديناه

***

كنتُ تحمل حقيبة على كتفك ولا أعرف ما فيها
لكنها تبدو كرمح يدمي رأس القمر المدور
تدور معها عيوننا الغريبة
تغور بعيداً عن غرز الضوء
لذا تنظر إلى الأسفل
أو ربما تبحر في الأحلام
وكل ما في الأمر
أنها ناسكة في الغار
أرقين كنا
مثل نهر يسهر بعدّ الأسماك التي تعض أحشاءه

***

الآن وأنت تضحك وحدك هناك
كمحارة لا تفتح باب صدفتها
هل هكذا يبدو الأمان، بلا هواء
أم أنك هكذا سئمت اللعبة
طويت الرقعة
وقلت: تباً لستُ أنا من يفرح حين يبكي الآخرون..
كانت قافلة كلماتنا تركض
لم تلتفت إلى القصيدة التي لهثت وراءها
ومعها صوت نباحنا يعلو
كلما ضل القطيع أو اقترب الذئب
لم يعد الساقي يدور بالكؤوس كشجر عقيم
ولم تفدنا أغصان الوطن بشيء
لا أحلام عالية كي نقطفها
لكن ربما نتسلقها
لنرى في الأسفل من يستحق الانتظار
أو نتعلق بالحياة قليلاً
كملقطين ممسكين بفستان فتاة حلوة على حبل الغسيل

* كاتب وشاعر سوري






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.