محمد عوض الجشي: حلقات مفرغة

محمد عوض الجشي

محمد عوض الجشي

أبوصطيف: ما لي أراك يا أباالعبد، على غير (وايدك)؟
أبوالعبد: ماذا تقصد.. (عوايد) هذه لهجة هجينة!
أبوصطيف: واضحة.. أقصد (يبدو أنك لست على بعضك).
أبوالعبد: ما هذا؟ عجبي.. جعلتني في حيرة.
أبوصطيف: لا أدري كيف (أوصلها لك).
أبوالعبد: يبدو أنك تدور في حلقة مفرغة.
أبوصطيف: لا عليك.. أقولها للمرة الرابعة.
أبوالعبد: حسناً. احكِ.. وقل ما تريد.
أبوصطيف: أراك عبوس مقطب الجبين.
أبوالعبد: الحمد لله.. سؤال في محله ومع ذاتيته.

حال بعض الموظفين

أبوصطيف: إذاً اسرد لي السبب حتى يبطل العجب.
أبوالعبد: أمس، كما أخبرتك عملت بعد انتهاء الدوام.
أبوصطيف: معظم الموظفين هذا حالهم وطبيعة عملهم.
أبوالعبد: نعم، لكن عمل إضافي من دون أجر أو مِنه.
أبوصطيف: أيعقل هذا؟ وهل الإدارة على علم أم هم صمٌّ بكمٌ.
أبوالعبد: نعم حق الأجير مستطير.. و(يطير).
أبوصطيف: هذه أول عقدة.. تم إزالتها عن واجهتك.
أبوالعبد: في جعبتي أمور عديدة لا بد من الإفصاح عنها.
أبوصطيف: هل لنا أن نعي ونستوعب الثانية.
أبوالعبد: لدينا موظفون، الدوام في مخيلتهم بشكل (مطاطي).
أبوصطيف: لا أفهم (مطاط) أوضح، فسر.. رجاء.
أبوالعبد: ساعات دوامه مرنة.
أبوصطيف: لم أفهم.. ما المقصود بـ(مرنة).
أبوالعبد: لديهم حرية الاختيار,, قدوم أو تأخر ساعة دوام.. حسب المزاج.

مزاج ومزلاج

أبوصطيف: هذا نهج الإدارات الحديثة.. مزاج ومزلاج..
أبوالعبد: عجبي أبوصطيف ما دخل المزلاج؟
أبوصطيف: الأقفال.. المتقوقع على ذاتية العمل.
أبوالعبد: الإسهاب يكشف حرقة الشمس ويحاكي ظل الشجر.
أبوصطيف: فهمت ما ترمي إليه وتقصده.. دعني أضرب لك مثلاً.
أبوالعبد: لا بأس.. بل دعني أمثل وأجسم القول.
أبوصطيف: ها أنذا أنظر إلى الممثل البديع الوديع.
أبوالعبد: اعتمد دوامي الساعة 9 صباحاً، استراحة غداء ساعة إلى ساعتين.
أبوصطيف: أحسنت.. أكمل.. يا لك من بارع!
أبوالعبد: بقي ثلاث ساعات.. اشرب قهوة، احتسِ الشاي.. أناوش أشعة الشمس.
أبوصطيف: ماذا بعد؟ طبعاً تتلمس ساعة الدوام المعلقة تحاكيها (اشتغلنا).
أبوالعبد: ليتك تلك الساعة تتحدث بصوت جهوري.. حقاً.. أخجلتني.
أبوصطيف: مدد مدد يا رب.. للموظفين العاملين المجتهدين.