إبراهيم علي المطرود: يوم اخضرار الزيزفون - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الجمعة، 18 أبريل 2025

إبراهيم علي المطرود: يوم اخضرار الزيزفون

 


إبراهيم علي المطرود *

- ياخي وينك.. لاعينة ولا بينة.. أشوفك مطقم وين طالع..
- هلا أبو خالد.. حياك الله.. والله باتجاه المكتب.. الدوام المسائي.
- ما تسوّي لك زيارة علينا.. عندي لك مفاجأة..
- إن شاء الله.. أنهي بعض أمور العمل.. وأزورك..
- وعد.. هاااا.. أنتظرك.

لم يكن في بالي أمرٌ ما حول طلبه زيارتي لهم إلى مكان عمله.. وليس من عادتي القيام بمثل هذه الزيارات.. ذلك أنه ليس لي عمل أو مراجعة ما لدى هذه الدائرة.. وهي مركز إداري.. كل من هو فيه يؤدي خدمة عامة، وليس لديه ربما مجال لاستقبال الزوار لمجرد الزيارة لتناول القهوة أو الشاي أو القهوة.. وتبادل الأحاديث وغيرها.

في يومي التالي أنهيت بعض الأعمال ورتبت برنامجي.. وأخذت حيزاً من الوقت لتلك الزيارة.

كعادتي ومن دون تكلف، لبست ما يناسب تلك الزيارة.. واتجهت إلى أبي خالد الذي سُرّ جداً لقبولي تلك الزيارة.. ومفاجأته بحضوري من دون أن أتصل به بشكل مسبق.

حديث من تفاصيل الذكريات السعيدة التي ليست بعيدة.. لكنها لعمق سنوات عدة فقط، وكأنها البارحة.. والاطمئنان عن الصحة والعمل، وأين نقضي بقية أوقاتنا.. وما هو معروف من أحاديث المجاملات.

- هااا ربيعي.. طمني عنك لسعك وحداني.
- كما ترى يا غالي.. الحمد لله.
- سأطلب الشاي.. ما رأيك؟
- تماماً.. وأنا أرغب في تناوله معك..

كان بعض الموظفين والموظفات يدخلون لشأنهم ويغادرون.. وكثير منهم أعرفهم جيداً.. حتى حضرت من لا أعرفها، تحمل صينية الشاي، وقدمته لي ولبعض الحضور من الموظفين والموظفات.. لم أنتبه إلى أمر دبّر لي بليل.. نظرة مني إلى أحدهم وإحداهن اختلستها بشكل طبيعي.. كانا يهمسان باتجاهي مع ابتسامة رقيقة.. ابتسمت لهما، ورشفت من كأس الشاي رشفة ثم وضعت الكأس أمامي.. فغادرا المكان.

- من تلك التي أحضرت الشاي وقدمته؟
سألت صديقي صاحب الدعوة.
ابتسم.. ودعا لي بالخير..
- أريد الدخول من الباب، وليس القفز من النافذة..
- تماماً.. يا ريت.. وهذه فكرتي.. وما قصدته من زيارتك لنا..
- أبو خالد.. هل هي على علم ومعرفة بذلك..
- إطلاقاً..
- على بركة الله..
وكان للزيزفون اخضرار وعطور..

* كاتب وشاعر سوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.