غازي عبدالرحمن الحَجَّو *
شَقُّوا رداءَك سُـــمـــرةً وبَياضَـــا
عَاثَوا ببطنِـكِ عُقـــرةً ومخاضَـــا
فَطروكِ وجــهاً لا يروقُ لنــــاظرٍ
إذْ صيَّروكِ على المَـــدى أنقاضَـا
إذْ صيَّروكِ على المَـــدى أنقاضَـا
يَتَنَاهَمُونَ على الفَضَـــالةِ ويْحَـهُم!
بِدَمِ الجهاــــلةِ فكرُهُمْ قـد حَاضَـــا
بِدَمِ الجهاــــلةِ فكرُهُمْ قـد حَاضَـــا
سُحقاً لمن جعلَ العبــاءَةَ مشـــجباً
وغدتْ مصـــالحُهُ بهـــا أغـراضَا
وغدتْ مصـــالحُهُ بهـــا أغـراضَا
فالطائرُ المشـؤومُ عَشَّـــشَ وابتنَى
أعشاشَه الأخرى عليــــكِ وباضَـا
أعشاشَه الأخرى عليــــكِ وباضَـا
والراطنُ العجميُّ صــدَّقَ كذبـــةً:
أن الجميـــــلَ مع القبيحِ تراضَـــا
أن الجميـــــلَ مع القبيحِ تراضَـــا
ما بالُ أســرابِ القَطَا في حَيـــرةٍ
بالصمتِ تشكو الصَّدَّ والإعراضَا
بالصمتِ تشكو الصَّدَّ والإعراضَا
تَلْتَاعُ في حُضْـــنِ الفراتِ ظميــئةً
بغُـــدُوِّهَا قد لَوَّثُـــوا الأحْــواضَـــا
سَرقوا صفاءَ الصـــبحِ من وَكَنَاتِهَا
ورمَـــوا عليهِ المُرَّ والأحْمــــاضَا
يا نَجعـــةَ الشـــعراءِ يا قيثــــــارةً
ليلُ القصـــيدِ بدمعِـــهِ قد فاضَـــــا
لُقِّبْتِ إذ يســـري الفـــراتُ بـــدرَّةٍ
فَتنتْ بأحْـــلَى ما لديها وِفاضَــــــا
مهر الفرات العـــذب فجَّر ســائغاً
وأتى على المـلحِ الأجاجِ فغَاضَـــا
كم كـــانَ وِرْدُكِ للعليـــل طبـــابةً؟
فشَــفى أناساً في مَـــداك مِراضَـــا
كم كان صـــدرُك للضيوفِ مرحِّباً
حُللاً من الحسنِ المديــدِ عِرَاضَـــا
أُلْبِسْـــتِ ثوبـــاً لا يليــــــقُ بكـــابرٍ
من كاهـــنِ التكفيــرِ، كم يتقاضَى؟
أين الأقـــاحي والســـنابلُ والرُّبــا؟
باتَ اليـــراعُ بوصـــفِها مُعتَاضَـــا
أيـــن المنـــابرُ إذ تبـــدلَ صَـــوتُها
وأخو الجهـــالةِ بالنصـــائحِ فاضــا
أين الهبــاري والجـــدائـــلُ طيُّـــها
أعيَا المجيـبَ الردُّ مهمـــا خاضَـــا
قد كنتِ إذ يعـــلُو الصـــهيلُ عنيـدةً
مُهْـــرٌ حَـــرون أنهَـــكَ الروَّاضَــا
لكن كبـــوتِ أصــــيـــلةً بِلجَـــامِها
أين الرؤومُ يعجِّـــلُ الإنهَــــاضَـــا
ويمدُّ وصـــلَكِ من دمشـــقَ تَجذُّراً
فتَكـــلـــلِي باليـاســـميـــنَ بَيَاضَـــا
* شاعر وكاتب سوري، الرقة، الجرنية، قرية حلاوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.