عبدالرزاق بشير الهويدي *
نبض العشق وأسرار الوجود..
قالت لي ذات يوم "للعشق في نفسي جذور تمتص أسرار الحياة، يورق النبض مني فيورق الجبين، ومنه للقلب اخضرار وللذكرى عبير".
وأجبتها: إذا ناداني طيفك في المساء، تهتز روحي كالقصيد، وترتجف الحروف، وتستفيق الذكريات فألمحك في ومضات الحنين، وجهاً يسكن الضوء وصوتاً من عبير الياسمين، تتناثر أصداؤك في الفضاء فتملأ أرجاء القلب ببهجة تذوب فيها الآلام، فأنت الحلم الذي لم تكتمل فصوله بعد.
أحبك.. بل فيك مولدي ومماتي، أنا في حضورك أكتشف أنني كنت غريباً عني، حتى عرفتك فصرت وطناً لنفسي.. أعرفك حين تهمس الريح باسمك، وحين يكتب المطر على نافذتي حكاياتك.. حين تبتسم الزهور فجراً كأنها تحفظ ملامحك، وأشمك في عطر الأرض بعد الحنين، فأدرك أني لم أعشق غيرك، وأنك كل المعاني التي هربت من القواميس، وأنت المدى الذي لا يتوقف، وأنت الفجر الذي يضيء لي حياتي.
أرسمك في وجهي حين تشتاقك ملامحي، وأحملك في قلبي كما تخبئ السماء نجومها، وأصمت... لأن الكلام أمامك لا يليق.. أحبك كما لم يفعل الرجال بلا ادعاء، بلا قيد.. أحبك حين أشتاق، وحين أُخذل، وحين تناديني الحياة باسمك، فأعود إليك طفلاً لا يملك من الدنيا سوى حضنك. أنت الأمان الذي أبحث عنه في كل لحظة، وأنت الحلم الذي لا يمر على ذاكرتي.
أنتِ سر الحياة الذي لا ينتهي، وأنا فيك أعيش وأموت، فأنت كل ما كنت أبحث عنه وكل ما سأظل أبحث عنه إلى الأبد.
ويبقى للحديث بقية.. ستأتيك في كل لحظة نادرة، تتسلل بين مسام الروح كهمسات الليل، تذكرني بك، وتعيد إليّ تلك اللحظات التي لا تنسى.
* كاتب سوري من الرقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.