د. أحمد جاسم الحسين: لحظات سريعة في مدينة بحريّة - al-jesr

Last posts أحدث المشاركات

الجمعة، 11 أبريل 2025

د. أحمد جاسم الحسين: لحظات سريعة في مدينة بحريّة

 



د. أحمد جاسم الحسين *

- عادة ما يتقابل الناس في المدن البحرية، في اللقاءات الأولى، على شاطئ البحر، وليس عند السور القديم؟
- تحبين الحجارة القديمة؟
- لا أريد لعلاقتنا أن تكون تاريخية، أريدها من اليوميات، مثل موج البحر عنيفة وحادة ومتقلبة، ومجنونة، هل تشكّ بأن فيها الكثير من الجنون؟
- أريد أن أتعلم من أحجار السور الإصرار عليك!
- لكن كان يمكن أن نختار جهة بحرية من السور فنصطاد السمكتين؟
- لا أحب أن أصطاد!
- طباع الرجال!
- البحر غلّاب، ستأخذنا موجاته إلى عالم الماء وأنت امرأة من برج مائي، أو هوائي، أو ناري قد تعجبك قناديله فتسرحين بها، وتركضين خلفها!
- صمتُ حجارة السور يجرحني، أحاول أن أخفف من وقعه برائحة الماء وأضواء السفن، أنا ابنة السوشيال ميديا.
- أريد أن أعيدك إلى التركيز والسلام مع الذات!
- لا أستطيع العيش دون غزارة السوشيال ميديا!
- امممم
- لماذا اخترتَ بيتاً في مجمع بحراسة، ولم تختر منطقة أثرية مادمتَ تحب هذا الأماكن؟
- في السكن والعمل أحبُّ المكان المعاصر، في الحب أتعلم من المكان القديم، تهدأ نفسي وتفيض مشاعري في الأمكنة القديمة!
- وفي الرحيل هل تحبّ المكان القديم أم المعاصر؟
- في الرحيل أحبُّ أن أدفن هناك في البلاد المفقودة، حيث تتساوى الأمكنة، إن لم يكن هناك فالأفضل أن أدفن في اللامكان! أدفن كحالة حظ صديقنا حين وصف حظه وصفاً عابراً للأزمنة.
كم تخيلتُ مرات أن خلايا جسدي أصبحتْ حظَّه، حيث لا أنا!
أتقصدُ من قال:
إنّ حظي كدقيق في يوم ريح نثروه
ثم قالوا لحفاة في أرض شوك اجمعوه!
- تحفظين الشعر الذي يحمل دلالات عن سوء الحظ، مع أنّني في حياتك!
- لو خطر ببالي أنني سألتقيكَ يوماً لما حفظته!
- هل يمكن أن تنسيه؟
- هذا يعود لك وحدكَ! أنتَ من تقرر ذلك، أنساه أو لا أنساه!

* كاتب وأكاديمي سوري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.