عبدالرزاق بشير الهويدي *
شرقيٌّ أنا... بين الكبرياء والعشق
شرقيٌّ أنا...
أشتهيكِ كالعطش للنبع البعيد
وأهرب منكِ كمن يخاف الغرق... وهو يهواه
أضمكِ في حلم ٍحتى تتهشم ملامحك بين يديّ
ثم أبحثُ عنكِ في كل وجهٍ... لا يشبهك
أفتح لك صدري كمدينة محاصرة
تستقبل الحب والموت في وقتٍ واحد
أرسمك وردة فوق كتفي
ثم أخفيكِ في جرحي... كي لا يسرقك النسيم
حين تغيبين
تصير السماء ضيقة كقلبٍ مرتجف
وتصير الأرض منفى لا أعرف طريق العودة منه
أقسو عليكِ من وجعي
وأنسى أن الأنثى وطنٌ لا يُجلد
بل يحتاج حضناً... يُغني عن كل المدن
شرقيٌّ أنا...
أحبكِ حتى الوجع
وأغار حتى الاختناق
وأفتقدكِ حتى الانهيار
لكنني أعود دائماً إلى صمتي
كأسدٍ يلعق جراحه بعيداً عن العيون
أريدكِ لي وحدي
لا لأني أملكك
بل لأنني أملك نفسي بكِ
أخشى عليكِ من حبي
كما يخشى الجندي على علمه في ساحة المعركة
أحمل في عروقي خيولاً تعدو
وسماءً تمطر عشقاً
وجراحاً... تبتسم برغم النزف
أخبئ اسمكِ بين أضلعي كسرٍ لا يباح
وأشدكِ إلى قلبي
قيدَ صلاةٍ لا تنتهي
أرسمكِ قصيدة
ثم أمزقها خوفاً أن يقرأك غيري
أفتح نوافذ الحنين
ثم أغلقها كي لا يأخذكِ الحنين منّي
شرقيٌّ أنا حين أحب... أشتعل
وحين أغار... أصمت
وحين أفتقدكِ... أناديكِ كملكٍ ينادي وطنه
ثم أضيع بين يديك كطفلٍ...
يبحث عن أمه في الزحام
أحمل حرية الكلمات على لساني
لكنني أقيد مشاعري كأنها أسرى حرب.
أحسب الحب غزواً لا ينتهي
وأحسب الحنان ضعفاً لا يجوز.
لكني معكِ...
أتعلم أن الرجولة ليست قسوة
بل يدً تحملكِ بحنان، دون أن تجرح جناحيكِ
أن الحب لا يعني امتلاكك
بل أن أكون وطناً لا يُغزى، بل يُعانق
شرقيٌّ أنا...
لكنني معكِ
أصبح أكثر إنسانية
أكثر حباً
وأقل خوفاً
فدعيني أحبكِ كما يشاء قلبي
شرقياً... لا يُتقن الحب إلا حين يُوجِعه
* كاتب سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.