وطفة الفرات *
"يَهل طيفك يُمر باليقضة والنوم
ويَهل حبك أمَر من كل الهموم
أنا أدري بك وَفي وما ياخذك لوم
مثل طبع الگمر ما تاخذة غيوم"
أتذكُر الليلة التي غفوتَ فيها قبل أن أقول لك: ابقَ؟
ظلت الكلمة عالقة في حلقي.. تؤلمني كلما مرَّتْ نسمة على حنجرتي.. فما بين الحرف والحرف مسافة قلب ينبض لمناداتك.
كنتَ قريباً جداً.. لكنني كنتُ خائفة من النداء.. خائفة أن يوقظ حبك كل ما نسيتُه مني.. أن تستيقظ فيّ كل الجُمل التي تغافلتُ عنها، وكل العناق الذي لم يحدث..
أتعرف؟ أحياناً أخشى أن أحبك أكثر مما يليق بي، فأغدو ظلاً لك.. أحمِلُك حيث لا تدري،
وأتنفسك من دون أن تطلب.
لا تسألني لماذا أحبك.. لأنك إن سألت، سيسقط شيء من سريتّك.. وأنا لا أريد أن أراك واضحاً.. أريدك حلماً معقوداً على رمش غفوتي. حتى غضبك أقبِّله كمن يُقبل يد الليل، ويقول له: سامحني، لا أعرف كيف أكون صباحاً من دونك.
أحب أن أراك بين رعشات الضوء، بين رعشة قهوتي.. حين يبرد السكر على شفاهي، وتشتعل الذاكرة بنكهتك، كأنك وعد لم يأت بعد.. كأنك مدينة لا أملك خارطتها وأمشي إليها عمياء، مدفوعة بنداء لا يسمعه أحد سواي.
أحب أن أضيع فيك، أن أنسى اسمي وتاريخي ولغتي، أن أخلع عني العالم، وأدخل إليك مرتدية قلبي.. أحب أن يفيض الصمت بيننا.. صمت يشبه صلاةً لا تعرفها الكلمات.. صمت أضع فيه كل الحكايات، وأنام.. فأنت كل الأمكنة حين تضيق بي المدن، وأنت كل الأزمنة حين يجف الوقت في يدي.. وأنا يا ذاك الغافي في ركن الروح.. امرأة تتنفس انتظارك، وتحترف الحنين إليك كل صباح.. فـــ"تعال".. لكن هذه المرة، لا تطرق الباب، تعال.. ادخل من قلبي، فهو دائماً موارب لك وحدك.
تعال.. اقترب أكثر، سأخبئك في صدري كأغنية لا يريد القلب أن تنتهي.. وسأحبك بطريقة تجعل الورد يتفتح من اسمي حين تنطقه..
تعال.. كي أزرع تحت جلدك حدائق من نشيد، كي أنام فيك دفئاً، وأصحو على يديك وطناً لا تغادره المواسم.
"تعال..
انطش زعلنة ويّة الرياح
ونمشي ثنينة راحة شبُگت راح
ضگنة الحزن خل أنضوگ الافراح
ونبشّر اعيونة ليل الدمع راح….
يــــــــــــــ فيض ـــــــــــــا"
* كاتبة سورية، تستخدم اسماً مستعاراً، حسابها على موقع فيس بوك وطفة الفرات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.